تحتفي اثنينية خوجة الإثنين المقبل 19 يناير بالدكتور سعيد عبدالله حارب، الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر والثقافة.
وقد استعرض الجغرافي والمؤرخ والأكاديمي الدكتور معراج بن نواب ميرزا، عددا من الصور والوثائق التاريخية النادرة للحرم المكي والمشاعر المقدسة، وهي ذات الصور التي ضمنها في كتاب الأطلس المصور لمكة المكرمة والمشاعر المصورة الذي صدر عن مكتبة الملك فهد الوطنية، حيث ضم أول صورة أخذت للحرم المكي على الإطلاق، وصورا تبين تطور عمارة المسجد الرحم المكي على مر العصور والعهود، مع مخطوطات ورسومات تعود إلى أكثر من ثلاثمائة عام.
واستعرض دكتور ميرزا في ليلة تكريمه باثنينية خوجة، تعاونه مع جامعة هارفرد لعمل أطلس جوي عالي الوضوح للسيرة النبوية منذ عهد إبراهيم الخليل -عليه السلام-، وحتى عهد الخلفاء الراشدين، لتوضيح المواقع وضبطها بالإحداثيات الجغرافية الدقيقة.
مشيدا بالجهد الكبير للمستشرق الهولندي ك. سنوك خرونيه في توثيق العادات والحياة في وحول الحرم المكي في العام 1303هـ- 1885م.
داعيا إلى مراعاة الحفاظ على المواقع التاريخية والمظاهر الجغرافية لمكة المكرمة.
وتحدث ميرزا عن مجهوداته الكبيرة في جمع وحفظ المخطوطات والرسومات التاريخية للحرم المكي ومكة المكرمة والمشاعر المقدسة، من مكتبات ومتاحف أوروبا في جامعة درم وجامعة أبسالا والمتحف البريطاني وغيرها.
وقد وصف فضيلة الأستاذ الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان عضو هيئة كبار العلماء الدكتور ميرزا بالمفخرة المكية والمرجع العلمي، ذاكرا أن المحتفى به يمتلك متحفا منزليا يحوي مئات المخطوطات والوثائق التاريخية التي توثق لمكة المكرمة وضواحيها، مشيدا بجهده العلمي الذي لمسه من خلال تعاونه معه في تأليف عدد من الكتب التاريخية والمرجعية، مبرزا موقف الدكتور مرزا من قضية وادي محسر وبئر طوى وسواها من المعالم التاريخية الدينية التي استطاع عبر خبرته العلمية ومصادره التاريخية أن يسلط الضوء على حقيقتها وواقعها ومواقعها.
الدكتور رمزي الزهراني من جانبه سرد جانبا من علاقته بالضيف الكريم، واصفا إياه بالحجة المرجعية في علم الخرائط المكية، منوها بأثره الكبير على علم الجغرافيا بالمملكة.
كما شدد الأكاديمي والمترجم والمحقق السوري الدكتور محمد خير البقاعي على دور الكُتّاب والمدرسة في غرس قيمة حب العطاء وشغف الباحث في نفسه.
د. البقاعي ليلة تكريمه باثنينية خوجة تناولا انتقاله إلى فرنسا للحصول على الماجستير فالدكتوراه من جامعة ليون، وتنقله بين مرسيليا والسربون لدراسة اللسانيات، حيث توفر على صياغة نظريته حول تداخل النصوص التي تطرح مقولة أن النص المكتوب هو نتاج لقراءات سابقة للكاتب، حيث لا يأتي النص من الفراغ بل يتكئ على مخزون معرفي لمبدع النص. مبرزاً أهمية الاهتمام بالترجمة الدقيقة للنصوص، لأن المترجم لا بد له من الإلمام الكامل باللغة المترجم عنها واللغة التي ينقل إليها، محذراً من الترجمات الوسيطة التي هي نقل النص من لغة غير لغته إلى لغة أخرى مما يكرر عملية الترجمة للنص الواحد ويعرض المترجم للوقوع في خطأ الجهل بالسياق الثقافي لمدلولات النص المترجم.
من جانبه تناول عبد المقصود خوجه في كلمته الترحيبية مجهودات الضيف في تحقيق التراث العربي عبر تناوله لعدد من الدواوين لفحول الشعراء، مبرزاً إسهاماته في التعريف بتراثنا السعودي وتاريخنا الوطني عبر ترجمته لكتب الرحالة الفرنسيين والإنجليز المتعلقة بتاريخ الجزيرة العربية، والدولة السعودية الأولى والحركة الوهابية، مما ساعد على إلقاء الضوء بصورة موثقة على صفحات تاريخية هامة من حياتنا.