الدمام - سلمان الشثري:
نوه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية، بدعم القيادة الرشيدة للعمل الخيري ومؤسساته وجهاته في المملكة، النابع من إيمانها بأهمية الصحة والأمن بمختلف أشكاله للمجتمع، عاداً ما وصلت إليه المملكة من نهضة في العمل الخيري والصحي، نتاجاً لإصرار وعزيمة الخيرين في بلادنا.
وحذر سموه خلال افتتاحه المؤتمر الدولي لمكافحة وباء السكري «2030.. هل نحن مستعدون» أمس ، الذي نظمته الجمعية السعودية للسكر والغدد الصماء، بالتعاون مع الشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية، من خطورة أمراض السكر والسمنة على الأطفال، فيما حث الآباء والأمهات على ضرورة الاهتمام بصحة أبنائهم وما يتناولونه من أغذية. كما شدد سموه على دور المدارس وضرورة اهتمامها بالطلاب والطالبات، وألا تقتصر التوعية الصحية على برنامج معين أو مناسبة عابرة، بل ينبغي لهذه المؤسسات التربوية والتعليمية أن تجعل من الحياة الصحية السليمة نمطاً معيشياً وسلوكاً، عبر إيجاد خطة عمل استراتيجية توعوية صحية يشارك بها الجميع وتمتد طوال العام، متمنيّاً أن يسهم هذا المؤتمر الطبي في فتح قنوات التواصل الفعال بين الخبرات الطبية والفنية في هذا المجال، آملاً سموه أن تتوج هذه الجهود بالنجاح وتحقيق نقلة نوعية على مستوى الرعاية الصحية والوعي الثقافي الصحي لتحقيق حياةً صحية أفضل للمواطن والمقيم.
وفي ختام كلمته شكر سمو أمير المنطقة الشرقية، رئيس الجمعية عبد العزيز التركي وجميع الأعضاء المتطوعين، على تنظيم هذا المؤتمر، مثنيا على والمحاضرين والمحاضرات من داخل المملكة وخارجها، قائلاً: نرحب بالدكتور خالد الشيباني على تعيينه مديراً عاماً للشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية، وأنا على يقين أنه سيكون خير عون لجميع القطاعات الصحية بالمنطقة، كما شكر الدكتور صالح الصالحي على ما بذله من جهود متميزة خلال فترة توليه إدارة للشؤون الصحية.
عقب ذلك ألقى رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للسكر والغدد الصماء بالمنطقة الشرقية، كلمة أوضح فيها أن المملكة سجلت ارتفاعاً ملحوظاً على مستوى العالم، من حيث معدلات السمنة والسكري، اللذين يرتبطان معاً ولهما مضاعفات خطيرة على المستوى الصحي والنفسي والاجتماعي والاقتصادي.
وأبان التركي أن المؤتمر يهدف إلى نشر الوعي الصحي لدى الأفراد والأسر والمجتمعات بالمخاطر الصحية، ولاسيما السكري والسمنة، لافتاً النظر إلى أن هناك توقعات تتجه إلى أن نسبة مصابي السكري بالمملكة ستصل مع حلول عام 2030 م، إلى أكثر من 50 في المئة، ما يعني أن نسبة الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية وأمراض الكلى والعجز وبعض أنواع السرطان ستتزايد جراء ذلك.
من جانبه وصف أمين عام الجمعية الدكتور كامل سلامة، في كلمته إحصائيات السمنة والسكري التي سجلت مؤخراً بالمزعجة، لأنّها تمثل عبئاً على المجتمع وأجهزة الدولة المعنية بالصحة، مشيراً إلى أن المؤتمر يسعى إلى الخروج بخطة استراتيجية من قبل المشاركين بهدف الحد من تفاقم النسب والإحصائيات والحد من انتشار هذه الأمراض الخطرة التي تكلف الدولة أموالاً طائلة لعلاج المصابين بها.
بدوره أشار مدير الشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية، في كلمته إلى أن المسح الصحي الذي قامت به وزارة الصحة في عام 2014م، وشمل جميع مناطق المملكة، للفئة العمرية من 15 إلى 65 سنة، أظهر أن نسبة الإصابة بداء السكري تمثل (14.8 في المئة عند الذكور، و11.7 في المئة عند الإناث)، مبيناً أن وزارة الصحة تبنت تنفيذ الخطة الوطنية لمكافحة داء السكري للسنوات العشر القادمة ( 2008 - 2018 ) منذ إقرار هذه الخطة عن طريق وزارة الصحة بدول مجلس التعاون الخليجي، حيث يصل عدد مرضى السكر في المنطقة الشرقية إلى 59000 مريض يتلقون هذه الخدمات.
وأوضح الدكتور خالد الشيباني أن معدل ما تنفقه وزارة الصحة على مرض السكر يعادل عشرة أضعاف معدل ما ينفق على المرضى غير المصابين بهذا المرض، من خلال البرامج الوقائية والعلاجية والتدخلات الجراحية الناتجة عن مضاعفات هذا المرض، مضيفاً أن وزارة الصحة تسعى في إشراك جميع الجهات المعنية بالوقاية من المرض في هذا الجانب.
وفي ختام الحفل كرّم سمو أمير المنطقة الشرقية، المؤسسين للجمعية والشركات الداعمة والراعية للمؤتمر، والتقطت على أثرها الصورة التذكارية بهذه المناسبة.
الجدير بالذكر أنه فور وصول سموه مقر الحفل، افتتح المعرض المصاحب للمؤتمر، الذي شاركت به العديد من الجهات الحكومية والأهلية المهتمة بمرض السكري والسمنة، حيث اطلع سموه على أبرز ما تقدمه هذه الجهات بهدف محاربة المرض والحد من انتشاره داخل المملكة.