قلت إن خطاب ولي العهد نيابة عن الملك في مجلس الشورى كان رسالة حميمة من خادم الحرمين شملت عدة مضامين: تطرق فيها إلى نجاح الشورى في المملكة وأن التوصيات والقرارات التي صدرت من مجلس الشورى هي لخدمة المواطنين في كل جوانب حياتهم وبكل فئاتهم. وأشار بفخر إلى نجاح تجربة تعيين المرأة في الشورى وأنه جاء ليجسد الرؤية التي ترى تمكين المرأة من المساهمة جدياً في البناء الاجتماعي والاقتصادي والمشاركة في صنع القرار على كل المستويات. كما أشار إلى ترقية 3 من الزملاء أعضاء مجلس الشورى إلى عضوية مجلس الوزراء.
تطرَّق الخطاب إلى دور المواطن وأهمية شعوره بالانتماء وإخلاصه للوطن، وذكر محاولات الجهات الخارجية للتأجيج والتصديع، وأكَّد أن أمن الوطن خط أحمر لا يمكن تجاوزه ولا التفريط في حمايته، وأن لا تهاون مع مثيري القلقلة ولا مكان بيننا لمن يرى أن ولاءه لجهات خارجية، وشكر القائمين على حماية أمن الوطن وحدوده ومن استشهد منهم في حمايته.
وتناول بالتفصيل التحديات الداخلية المركزة على تقديم الخدمات وإرضاء المواطن وترسيخ الانتماء واستقرار الأمن والرضا، وذكر أهم البرامج التي استجدت لخدمة المواطنين مثل تطوير النظام القضائي والمحاكم المتخصصة، وتطوير مؤسسات حقوق الإنسان والتعليم والصحة والعمل والخدمة المهنية. وأكَّد أن الوجهة هي السعي لتوفير احتياجات المواطن للعيش الكريم من فرص عمل ورعاية صحية وعلاج وتأمين صحي وأمان. كما تحدث عن التحديات الاقتصادية ومتغيِّرات سوق النفط، والوضع الاقتصادي العالمي، ووضح أن سياسة المملكة ثابتة في حماية اقتصادها والمحافظة على استقرار اقتصاد العالم، ومواكبة المستجدات في إطار عضويتها العالمية، وضرورة الحفاظ على موقعها في السوق. كما أكّد الاستمرار في برنامج البحوث المتعلّقة بنشاط وفعالية المملكة خاصة بناء مصادر الطاقة المتجددة وغير الناضبة.
كما تكلم عن الأزمات الأمنية المتصاعدة إقليمياً وعالمياً وأشار إلى خطر التصدعات الطائفية والإيديولوجية التي ضربت دول الجوار والمنطقة العربية والإقليمية التي تحيط بنا. ووضح أن القيادة قادرة على حماية أمن الوطن واستقراره وأن وجهة مسيرتها وقراراتها وخططها ستظل تركز على الاستقرار والنمو والتنمية المستدامة وبناء الإنسان وعياً وجسداً وقدرات، وحماية منجزاتها للأجيال القادمة.
كان خطاباً مكثفاً جمع لب التعليمات لكل المسؤولين عن تنفيذ وإنجاح إستراتيجية الوطن في هذه الفترة التاريخية الضاغطة لحماية ذاته ومكتسباته ومستقبل أبنائه.
وانتهى الحفل بصورة تذكارية لجميع الأعضاء مع سمو ولي العهد وتشرّفهم فرداً فرداً بالسلام عليه.
ولا شك أن حضور جميع الوزراء والمسؤولين الكبار من الضيوف المدعوين وأعضاء المجلس من الجنسين في مقاعدهم المقررة بنفس الصالة المخصصة للقاء الملك رسالة مهمة أن المسؤولية مشتركة ولا بد من العمل كفريق متداعم متناغم. وكذلك حضور العضوات في القاعة مباشرة وفي الصورة الجماعية التذكارية مثَّل رسالة رسمية واضحة من القيادة لكل مسؤولي مؤسسات الدولة، والجمهور عبر الإعلام المرئي والصحفي، أن المرأة شريكة أساسية في أي موضع تكلّف بمسؤوليته ولها كل الحقوق ومسؤولية العضوية التامة. شعور متبادل بالإخلاص أدامه الله علينا والمرأة بلا شك حظيظة بتقديره لها ودعمه لنيلها حقوقها.
وبقي أن ندعو لخادم الحرمين الشريفين حبيب الشعب بالشفاء التام وأن يمنَّ الله عليه بالصحة والعافية، وأن نشكره على حبه واحترامه للمواطنين وشفافيته في التعامل والخطاب.