حين تقبل على صاحب السمو الأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد آل سعود، أو تجالسه فتتحدث إليه، يلفت نظرك عمق من السجايا والخصال المتميزة، التي تشعرك أنه جبل منها، فامتزجت بشخصه الكريم، شخصية ملؤها الدراية والوقار والحكمة.
فما إن تبدأ بالتحدث إليه، حتى يقبل عليك بحواسه كلها، منصتاً ومركزاً ومدققاً وواعياً لخلفيات حديثك وتفاعلاته وأهدافه المتوخاة. هذا النوع من الشخصيات يمتلك مفاتيح عديدة، بمقدوره من خلالها أن يؤصل منظومة مهمة لابتكار الأفكار وإيجاد المقترحات، وحل المشكلات واتخاذ القرارات الحكيمة والمناسبة في زمانها وفي مكانها وفي طبيعتها أيضاً.. ففي خلال فترة عمله الممتدة أحد عشر عاماً نائباً لأمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز آل سعود - حفظهما الله - ارتكز عمله خلال هذه المدة على مقومات عديدة في حسن الإدارة والأداء.. لكن الصفة الأكثر بروزاً هي المقوم الحقيقي لشخصيته تكمن في الحكمة والتمييز.. فقد كان يمتاز بها في كل المناسبات والظروف، وما إن تشتد عاصفة هنا أو تهب ريح هناك تجده قادراً على تدارس خلفيات ذات صلة بذلك، واضعاً نصب عينيه جملة من الخيارات والحلول، مستعيناً بمعلومات دقيقة، وأدائيات منهجية قويمة ومترابطة ومتماسكة بإحكام، تمكّنه من اتخاذ قرار من بين خيارات عديدة. هذا القرار يكون عادة متميزاً بالحكمة والتمييز.. فلا تسرع ولا اندفاع ولا رغبة في معالجات حادة، بل هي المعالجات التي جسّدها في شخصه، فانعكست على هذا الواقع، والتي تعكس في كل وجه من وجوهها ما تصبو إليه سياسة حكومتنا الرشيدة وعلى رأسها مقام خادم الحرمين الشريفين الملك المفدى.
يظل الأمير جلوي مدرسة متميزة في قدراته ومواهبه التي جعلت من المنطقة الشرقية بمحافظاتها العشر والمئات من مدنها وقراها وبمختلف مكوناتها بيتاً أسرياً واحداً، يرتكز على السلام والأمان والاطمئنان، ويعتمد التعاون والتآخي وسيلتين أساسيتين في منظومة العلاقات التي تحكمهن وبقدراته ذات الطابع المؤسسي وعقليته التي آمنت بمأسسة الأعمال على مختلف أصنافها فقد سكب قناعاته هذه على واقع المنطقة الشرقية، فعمل على توسعة الأداء المؤسسي الإداري في مختلف الأفرع الوزارية والإدارات والمؤسسات الحكومية، كما أسس لمساحة واسعة من الأشكال المؤسسية الخيرية والتطوعية، ودعم العمل الأهلي فأصبحت المنطقة الشرقية تكتنز بنسيج كبير من المؤسسات التي استوعبت الأنشطة والبرامج والفعاليات وألحقتها بإشراف وزاري هنا أو إداري هناك، وهذا التنظيم الاحترافي أرسى قواعده وبسط أداءه على مختلف الجهات والإدارات، فاستوعب الطاقات والمواهب والموارد المالية والبشرية.
في سيرة الأمير جلوي محطات مهمة، تبدأ بمناصبه العديدة بدءاً من المجال العسكري ووصولاً إلى العمل في مختلف المحطات المدنية، فقد رأس أو تولى نيابة مؤسسات ومجالس أبرزها نائب رئيس مجلس المنطقة الشرقية، ونائب رئيس مجلس صندوق الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود، ونائب رئيس مجلس إدارة جمعية البر بالمنطقة الشرقية، ونائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز للتنمية الإنسانية، ورئيس اللجنة العليا للسلامة المرورية، ونائب الرئيس الفخري للجنة أصدقاء المرضى، ورئيس مجلس إدارة مركز الأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد لتنمية الطفل، ورئيس اللجنة التنسيقية بالمنطقة الشرقية، ورئيس لجنة متابعة المشاريع بالمنطقة الشرقية، ورئيس لجنة تقييم الأداء الحكومي، ورئيس لجنة جائزة الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز للأداء الحكومي المتميز، ورئيس مجلس أمناء جائزة الأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد للتميز الاجتماعي، ونائب رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة الشرقية، وفي الإطار العسكري فقد اشترك في القوات المشاركة أثناء عمليات (عاصفة الصحراء) وكان نائباً لأمير منطقة تبوك خمس سنوات، ونائباً لأمير المنطقة الشرقية إحدى عشرة سنة، وعُيّن أخيراً أميراً لمنطقة نجران.
استناداً إلى ذلك يُعتبر الأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد آل سعود شخصية قيادية مميزة اتسمت بكل هذا الطيف المتنوع من حميد السجايا وجميل الخصال وتنوع الخبرات، حقق رؤية القيادة في مناصبه كلها، وأسهم في تطوير المنطقة الشرقية ودفع عجلة التقدم فيها، شهد له المقربون منه والعارفون بشخصه الكريم بأنه قيادة فذة متعددة المواهب اتسمت بالحكمة السياسية والأمنية، التي استمدها ونهل معينها من مدرسة والده الأمير عبد العزيز بن مساعد بن جلوي آل سعود ومدرسة الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز آل سعود ومدرسة الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز آل سعود، فضلاً عن كونه صاحب طيبة وإنسانية وكرم وحب للناس، استحق (يوم الوفاء) بالمنطقة الشرقية، برعاية أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز آل سعود ما قاله فيه: «رأى فيه خادم الحرمين الشريفين صفات سديدة، وحمّله أمانة ومسؤولية ثغر مهم» وخاطبه قائلاً: «أعرف ورعك وزهدك في المدح والثناء، لكننا سنفتقدك وأنا أكثر من سيفتقدك، نكن لك كل حب وتقدير وعرفان، لما قدمت للمنطقة وأهلها»، وأكد قائلاً: «إنه يملك نظرة شمولية ازدادت تألقاً بسعة اطلاع عميقة... أنجزت على يديه حزمة من المشاريع المتنوعة، التي أسهمت في إنماء المنطقة ورخاء المواطن».