تضمنت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - يحفظه الله - للوزراء توجيهات دقيقة وعميقة تنطوي على مسؤوليات عظيمة لكل منهم بعد أدائهم القسم.. وقد كانت رسائلة واضحة وشفافة حملت في طياتها رسائل سامية منها:
* إن الوطن يعرف كلاً منكم، وكما نحن على معرفة تامة بكم، وكما تعرفون أنتم أنفسكم.
* إن الصدق هو أساس نجاحكم المرتقب والمأمول في أداء مهامكم داخل وخارج وزاراتكم.
* إن بلادكم تعج بالكفاءات العالية والمؤهلة من الرجال والشباب.
* إن ما أريده أو أنتظره منكم هو الجديد والإضافة والعطاء الذي لا حدود ولا نهاية له كما هو متوقع ومأمول منكم وفقاً لمبدأ علموني لا أن أعلمكم.
هذه الرسائل العميقة الدقيقة ذات المبنى والمعنى من ملك عظيم وقائد حكيم يحب وطنه ومواطنيه يهمه أن يلمس على أرض الواقع التطور والتحديث اللذين يسعدان المواطن أينما كان في المدينة أو القرية أو الهجره أو الناحية. المواطنون سواسية كأسنان المشط يسعده أن يسمع وأن يرى وأن يلمس أن كل المواطنين سعيدون في جميع نواحي حياتهم وهذا ما كان عليه السلف الصالح، لذا فإن المسئولية العظيمة والجسيمة وضعت كل وزير أمام مسئولياته الكبيرة تجاه وطنه مواطنيه.. هذا ما أكد عليه - حفظه الله - للوزراء المعيَّنين التزاماً بالعهد الذي تضمنه القَسم ولاء للمليك وإخلاصاً للوطن وخدمة للمواطن.. إن رسائله - حفظه الله - للوزراء واضحة وجلية، وتحمل أعظم وأدق المعاني السامية التي تصب في مصلحة الوطن والمواطن.. وتركز:
أولاً: على الأمانة والمسئولية التي أنيطت بهم.
ثانياً: خدمة المواطن أينما كان وحيثما حلّ ورعاية مصالحة.
ثالثاً: ورسالاته - حفظه الله - تتمحور في ثلاثة جوانب لها أهميتها ودقتها وعمقها عندما قال - يحفظه الله -:
إن بلدكم زاخر بالكفاءات العالية والمؤهلة والخبيرة - كباراً وشباباً - ولله الحمد يعني هذا أنكم نموذج لتلك القرارات وتلك الكفاءات التي يزدهر بها الوطن، لذا فإن مسئوليتكم عظيمة وجسيمة وأمام تحد كبير، فعليكم أن تثبتوا للجميع أنكم في مستوى المسئولية والثقة التي أنيطت بكم ووضعت في أعناقكم. إن الوزارة تتطلب قدرات وإبداعات تطويرية قادرة على أن تضيف وتطور وتصنع وتحقق الأفضل، وهذا يتطلب أفقاً ورؤية ثاقبة ومتفتحة للاستيعاب الشامل لطبيعة وظائف وإستراتيجية الوزارة وتطوير وتجديد أسلوب العمل فيها، ليشعر المواطن بتقديم الجديد للوطن والمواطن.
من خلال ذلك كما قال - حفظه الله -: «ابدؤوا بالصدق» ايه فيه رجال وفيه من الشباب لكن أنا ما أبي يجي أنا أعلمه أبي يجي واحد هو يعلمني وهذي ولله الحمد فيكم كلكم ولا شك أن هذه الشهادة منه - يحفظه الله - للوزراء تُعتبر بمثابة أوسمة تقدير يفتخر بها كل واحد منهم، وهي أيضاً مسئولية مضاعفة لتأدية ما أُوكل إليهم من مسئوليات على الوجه الأكمل.
أمانة المسئولية
وقول الملك - يحفظه الله - لوزرائه المعينين لأننا كبلد وكمنطقة نمر الآن بظروف لا تحتمل التراخي أو القصور أو التهاون في تحمُّل المسئولية كل في موقعه، وتحديداً فإن المملكة العربية السعودية تُعتبر الآن في مقدمة الدول تحمُّلاًَ لمسئولية إعادة الاستقرار إلى منطقة ملتهبة، وذلك بتقديم المزيد من العطاء والتفاني والإخلاص والابتكار بعيداً عن الأداء التقليدي أو الممارسة الوظيفية العادية للمسئولية.. ومما سبق يتضح أن الملك - رعاه الله - يريد من الوزراء معايشة المرحلة لأن طبيعة المرحلة مختلفة، ولأن متطلبات الوطن كبيرة ولأن الظروف تتطلب جهوداً كبيرة وغير مسبوقة بتوفير الأسلوب العلمي الذي ينهي العقبات والمطالب التي أدت إلى تغير بعض المشاريع، وعلى الجميع أن يستحضر ويتذكر الكلمات الموجزة والرسائل البليغة إلى أصحاب المعالي الوزراء المعيَّنين بصورة واضحة وشفافة في مناسبات مماثلة أو من خلال جلسات مجلس الوزراء التي ترأسها أو عند التقائه بأي من الوزراء أو السفراء ومنها قوله:
* أنقل هذه الأمانة من عنقي إلى أعناقكم، وذلك ليس من باب التخلي عن المسئولية، وإنما من باب التأكيد على عظيم مسئولية الوزير أمام الله، ثم أمام ولي الأمر، ثم أمام الوطن والمواطن بعد ذلك.
* اتقوا الله في أمانتكم ومسئولياتكم قبل أي شيء آخر.
* افتحوا أبوابكم وعقولكم ومشاعركم للمواطنين، ولا تتأخروا عن العمل من أجله والتفاني في خدمته لأننا جميعاً خدام له.
هذه الرسائل البليغة والحكيمة في مجملها منهج وسيرة الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - عند وضع أي وزير ومسئول جديد في موقعه الذي اختير له.