لجأ التنظيم الإرهابي هذه المرة إلى تفجير الأوضاع، وإعادة الأحوال إلى نقطتها الأولى، عندما استهدف أناساً أبرياء، لا علاقة لهم في أي صراع سياسي، أو أيديولوجي، أو عقائدي، حين أعلن عن مقتل قائد حرس الحدود بالمنطقة الشمالية - العميد - عودة عوض البلوي،
- والجندي - طارق الحلواني، - والعقيد - سالم العطيسان؛ نتيجة هجوم إرهابي على مركز سويف الحدودي مع العراق - قبل أيام -؛ لتشكل الجريمة صورة الإرهاب بالمفهوم الدولي، والمقاييس العدلية؛ وليبدو أن هذا الفعل الإجرامي، قد كشف عن حجم الأزمة الحقيقية، كونها نسخة متطورة من ظاهرة الإرهاب في المنطقة، حين اتخذت من الدين ستارا؛ لترتكب أبشع الجرائم بقتل النفس التي حرَّم الله قتلها.
أضحت لغة القتل لغة للتخاطب بين أفراد التنظيمات الإرهابية، ودأبوا على استخدام سياسة العنف، وتبني لغة القتل ضد كل هو إنسان، وتجاوزوا مستويات غير مسبوقة من العنف الدموي، والمفاصلة العقدية الخاطئة؛ من أجل الوصول إلى مكاسب سياسية، أو اجتماعية، أو دينية وعقدة؛ ولتبقى تلك المنظمات الإرهابية خارج مظلة الشرع، والقانون، والتاريخ.
إعدامات بالجملة تمتلئ بها مواقع التواصل الاجتماعي، تصور بفيديوهات القتل الميداني؛ لتصبح الصورة النمطية أبشع سمة يمكن أن تلتصق بالإرهاب، - سواء - استند إلى بنية دينية أيديولوجية، أو اتكأ على أصول سادية، ذات علاقة بجريمة التصفية البشرية؛ ولتتحول في نهاية المطاف إلى أيديولوجية قائمة على مبدأ الإرهاب، معتمدة على أحادية الرؤية، واصطفائية الفكرة، وعدوانية المنطق، والحجة.
إشكالية الإرهاب لدى أفراد التنظيمات المتطرفة، أنها تجاوزت البعد الشخصي إلى تشكيل فكرة الإرهاب، كحالة اجتماعية في سياق معين، قائم على تشريع العنف كوسيلة وحيدة؛ للدفاع عن النفس ضد أي تهديد، حتى وإن كان وهمياً، أو الحصول على مكاسب إستراتيجية، والحفاظ عليها. وهو ما أدى بها إلى الدخول في دائرة الإرهاب، بعد أن استند إلى مبدأ أصولي متطرف، وضمن نطاق ضيّق من فهم الدين.