لقاء الأسبوع الماضي الذي جمع ما بين الوزيرين م.وليد الخريجي وزير الزراعة ود. محمد آل هيازع وزير الصحة، من أجل مكافحة الأوبئة في المملكة، وفحص العينات في الحالات البشرية المصابة والحالات الحيوانية المخالطة للمصابين، ودراسة مكافحة فيروس كورونا، هذا اللقاء يفترض أنه تم قبل سنوات طويلة وشكل له غرفة عمليات يشرف عليها وزير الصحة ووزير الزراعة، منذ ظهور الأوبئة الأولى : الوادي المتصدع، القلاعية، جنون البقر، أنفلونزا الطيور والخنازير، الأوبئة المبكرة التي أصابت الحيوانات، وكانت الإشارات الأولى التي أعطت إنذاراً بإمكانية انتقاله للبشر.
بالتأكيد أن هناك لقاءات على مستوى الوزراء تمت بين الوزارتين، لكن الأمر ليس إصابات عابرة كان ومازال بحاجة إلى غرفة عمليات عالية الجودة والتنسيق بين الوزارتين، لأن مكافحة الأوبئة والأمراض من مسؤولية الوزارتين، الأمر متعلق بالثروتين: البشرية والحيوانية. يجب العمل لهما بشكل جاد وديمومي، فقد خسرنا أرواحاً كثيرة وغالية بسبب الأوبئة : المستوطنة - إن لم تكن معلنة - والأوبئة الطارئة، الموسمية، وفزع الجائحات (جائحة) وهي البلية، وكوارث الأمراض التي تنتج عن الفيروسات والفطريات التي تتعرّض لها بلادنا بسبب الحيوانات التي تصدر إلينا من إفريقيا عبر البحر الأحمر أو اللحوم التي تأتينا من أوروبا، أو الطيور التي تأتي من آسيا، يضاف لها فيروسات البشر التي تفد إلينا مع الحجاج والمعتمرين والزوار لبيت الله في موسم الحج والعمرة، فنحن نكاد نكون على موعد من بداية شهر شعبان وحتى نهاية شهر محرم مدة (6) شهور مع فيروسات الحج المتقلبة صيفاً وشتاءً، تأتي من الدول الفقيرة التي تكون فيها الرقابة الصحية ضعيفة، يضاف لها أوبئة الثروة الحيوانية وهي تشكل خسارة اقتصادية للدولة والأفراد.
لماذا لا يشكّل لمثل هذه الجائحات والكوارث البشرية والاقتصادية، غرف عمليات بين وزارتي الزراعة والصحة تكون في حالة انعقاد دائم، أو هيئة مستقلة تتولى شأن الأوبئة تجمع معظم الجهات الطبية بالمملكة بما فيها القطاعات الطبية العسكرية والأكاديمية الجامعية وجهات البحث العلمي والقطاعات التي تقدم الخدمة العلاجية، إضافة إلى الجهات الاقتصادية والتجارية المسؤولة عن استيراد وتربية الثروة الحيوانية؟.