اسطنبول - (د.ب.أ):
خلف عام 2014 في سوريا المزيد من النتائج الكارثية على المستويات الإنسانية والاقتصادية والسياسية، ووصفت الأمم المتحدة الحرب والوضع الإنساني في سورية بأنه الأسوأ في الوقت المعاصر. وقتل عشرات الآلاف من السوريين من طرفي الصراع بين السلطة التي تحتكر الحكم منذ نحو نصف قرن وحتى اليوم، والمعارضة المسلحة المدعومة خارجيًا، ودمرت مئات الآلاف من المنازل فيما هجر أيضًا ملايين السوريين في داخل البلاد وخارجها وفق منظمات إنسانية محلية ودولية. وتقول منظمات حقوقية إنه قتل في سورية نحو 250 شخصًا يومياًَ خلال العام 2014 بينهم مدنيون وعسكريون ونساء وأطفال. ومع اطلالة العام 2014 استمر قوات الحكومة السورية في قصف المناطق المعارضة لها بالبراميل المتفجرة، وكان الأسوأ فيها تلك التي استهدفت احياء في ضواحي حلب ودمشق خلال الأسبوع الأول من العام 2014 والتي حصدت أرواح المئات من الأبرياء. وفي شهر كانون الثاني - يناير من عام 2014 حصل اجتماع لمجموعة «أصدقاء سورية» المصغرة التي تضم 11 دولة مع وفد من الائتلاف السوري المعارض» واتفق المجتمعون على اعتبار أية انتخابات رئاسية تجريها الحكومة السورية ويكون الرئيس بشار الأسد مرشحًا فيها لاغية وباطلة « بينما اعتبرت الحكومة السورية أن ما صدر عن اجتماع أصدقاء سورية بباريس «أقرب إلى الأوهام». وبعد ذلك بأيام أوصى بشار الأسد وفده المشارك في «جنيف 1» بالتأكيد وفي شهر حزيران - يونيو صوت بشار لنفسه في أحد مراكز الاقتراع قرب مكتبه و منزله في حي المالكي في العاصمة السورية وفي اليوم التالي تعلن نتائج الاستفتاء بفوز بشار الأسد كي يستمر في احتكار السلطة بعائلته منذ نحو نصف قرن ورد المجتمع الدولي بالقول: إن «الأسد رئيس غير شرعي وأن الانتخابات كانت مهزلة وحصلت تحت وطـأة القصف الدمار». وفي نفس الشهر تعلن إسرائيل مهاجمة «تسعة أهداف تابعة للقوات السورية في الجولان ردًا على صاروخ أطلق باتجاهها من تلك المواقع»، وكذلك أعلن تنظيم «داعش» عن نفسه ونصب البغدادي قائدًا.
وفي شهر تموز - يوليو يتبنى مجلس الأمن قرارًا بإدخال مساعدات إلى سورية دون موافقة السلطات في دمشق، وبالتزامن يؤدي بشار الأسد «اليمين الدستورية في مقر قصر الشعب بدلاً من أن يكون ذلك في مجلس الشعب»، وكذلك انتخب أعضاء الائتلاف السوري الوطني في هذا الشهر العضو هادي البحرة رئيسًا جديدًا للائتلاف خلفًا لأحمد الجربا.
وفي آب - أغسطس، كلف الأسد معن الحلقي بتشكيل ورئاسة حكومة جديدة، بينما يوافق مجلس الأمن على قرار يتيح استخدام القوة ضد «داعش والنصرة « التنظيمين المتطرفين. ويبدأ المبعوث الدولي دي ميستورا في أيلول - سبتمبر أول زيارة له إلى دمشق بعد تعيينه، وفي نفس الشهر تبدأ قوات التحالف بشن ضربات جوية على مواقع داعش في سورية. وفي شهر تشرين الأول - أكتوبر، أطلق المبعوث الأممي دي ميستورا «مبادرته حول تجميد القتال في حلب» ويقول بعد جولته في حمص «الحل في سورية سياسي سلمي وليس عسكريا». وشهر تشرين الثان - نوفمبر يعلن داعش إعدام الرهينة الأمريكي بيتر كاسيج، كما تشن إسرائيل هجومًا على مناطق قرب دمشق.وفي الشهر الأخير من عام 2014 أجرى رئيس الائتلاف السوري الوطني هادي البحرة مشاورات في القاهرة مع وزير الخارجية المصرية سامح شكري والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بخصوص المؤتمر المرتقب في موسكو بين قوى المعارضة والحكومة السورية الذي سيعقد في نهاية الشهر الأول من العام المقبل.
ويأمل ملايين السوريين بتوقف الحرب في بلادهم وأن يكون عام 2015 وقتًا للسلام والاستقرار وإعادة البناء وحقنًا للدماء.