- من حقنا أن نسأل الإدارة العامة للمرور وكافة فروعها في عموم المناطق والمحافظات: ماذا تفعلون من أجلنا..؟
- أكتب هذا الكلام؛ على وقع ما يدور من نقد شفاهي بين الناس في مجالسهم وملتقياتهم. يتحدثون وهم يتساءلون عن دور المرور السيّار والآخر داخل المدن.
بالطبع لن أتطرق لتلك الأرقام المفجعة التي تتحدث عن عدد الحوادث وضحاياها من أموات ومصابين في اليوم والشهر والسنة. كثر الحديث عن هذه الحوادث المؤسفة؛ وما زالت أرقامها ترتفع.
- خرجت ذات مساء من طريق الحرمين من جدة صوب مكة المكرمة، وبعيد بوابة الخروج من جدة؛ وقفنا في الطريق أكثر من ساعة لا ندري ماذا هناك، حتى وصلنا إلى نقطة الوقوف، فلم يكن هناك سوى سيارة ارتطمت بعمود كهرباء فتهشمت، وتقف بجانبها سيارة مرور ورجل مرور واحد..! لقد تسبب هذا الحادث في تعطيل الحركة ووقوفها على طريق سريع أكثر من ساعة..! ماذا فعل لنا المرور..؟!
- وفي ذات المساء وقبيل دخولنا نقطة تفتيش الكر في اتجاه الطائف، وقفنا مرة أخرى قرابة ساعة أخرى دون أن نعرف ماذا يجري على بعد كيلومتر أو اثنين منا.. نظرت خلفي فإذا أرتال من السيارات تنتظم في وقوف جامد عدة كيلومترات على طريق وادي نعمان، وفي هذه السيارات المتوقفة أطفال وأسر ومرضى سكر وضغط وخلافه. بعد وقت ممل ومزعج؛ سُمح بالحركة، ولم يكن هناك سوى حادث سيارة على الطريق..!
- قيل لي إن حالة أخرى كانت وقت الغروب على طريق الكر، ووقف الناس ساعة كاملة وهم في هرج ومرج، وبعضهم يترك سيارته ويسير على قدميه يستطلع الموقف. ماذا هناك..؟ سيارة مقلوبة أو مصدومة، وتمضي ساعة أو أكثر من أجل رفعها من الطريق واستئناف الحركة..! وهذا يحدث بشكل مستمر على الطرق الطويلة بين المدن، أين الحلول لمثل هذه المواقف..؟ أين المرور من إيجاد حلول تعالج هذه المشكلات اليومية..؟
- إذا وقع مع أي منا مثل هذا الموقف؛ فمن حقه أن يسأل: ماذا يفعل المرور في حالات كهذه..؟! هل تعطيل الحركة بهذا الشكل هو الحل..؟! ألا توجد حلول لمثل هذه المواقف تجنبنا ما ينتج عن هذا التعطيل من إزعاج وأضرار نفسية وصحية وعملية..؟
- إذا رأيت سيارة مرور أو دراجة نارية في ميدان عام وبجوار إشارة مرورية؛ وفي الموقع رجل مرور مشغول بالتصفح على جهازه الكفي، فمن حقك أن تسأل: ماذا يفعل المرور..؟!
- إن الوقوف في الممنوع، وقطع إشارات المرور، والسرعة الزائدة في الشوارع الداخلية، والسير بدون لوحات، وسيارات بدون صدامات ولا رفارف ولا أنوار تعبر الشوارع، وصغار سن يتسابقون بشكل جنوني.. كل هذا أصبح أمراً معتاداً في الذهنية العامة عند الناس كافة.. ماذا يفعل المرور..؟!
- كم من الشوارع المليئة بالحفر والمطبات المصطنعة من أصحاب منازل أو محلات، وتغص بفتحات هابطة أو مرتفعة لخطوط خدمات متروكة هكذا تخلخل السيارات وتربك الحركة.. أين المرور من هذه الخريطة المشوهة..؟
- كثير من الشوارع الداخلية والضيقة تغص بسيارات مهشمة مصدومة خربة متروكة منذ أشهر بل وسنوات، تحيط بالمنازل، وتزاحم مواقف السكان، وهي مرتع للقطط والحشرات، ومرمى للزبائل.. إذا رأيت مثل هذا المنظر وهو موجود في كل مكان من مدننا؛ فمن حقك أن تسال: أين المرور..؟!
- أين المرور من التخطيط الذي بموجبه تُفتح أو تُقفل الشوارع أو يعاد تزفيتها..؟ أليس من مهام المرور أن يكون له رأيه الهندسي في تخطيط المدن..؟ ولكن.. هل يوجد في إدارات المرور (هندسة مرورية)، تفرض تخصصها في شكل الحركة المرورية مع الهندسة المدنية التي تتولاها الأمانات والبلديات في كافة المدن..؟!
- أنا أسأل؛ لأني لا أعرف حقيقة، ولم أجد أحداً يعرف هذا، وواقع الحال يقول بعدم وجود هندسة مرورية للحركة في الكثير من المدن، فكثرة إشارات المرور، أو فتح دوارات في شوارع لا تحتمل هذه الخدمة - مثلما جرى في طريق الملك بجدة - دليل على نقص في هذا التخصص الذي ينبغي أن تسعى إليه الإدارة العامة للمرور عاجلاً بتوظيف متخصصين ولو حتى مستقدمين، ثم بدعوة التعليم العالي لتخصيص دراسات له في أكثر من جامعة لسد هذا النقص.
- في كل يوم؛ يزيد عدد المركبات في مدننا، ويزيد عدد الحوادث، ويزيد عدد الوفيات والإصابات بشكل مزعج، ومع هذا لا نجد زيادة أو تميزاً في الحضور المروري في المشهد العام.. إذن.. ماذا يفعل المرور..؟