عاش المجتمع الأسبوع الماضي في حالة خوف وذعر جراء هبوط أسعار النفط لأرقام قياسية وانهيار سوق الأسهم وانتشار الإشاعات بشأن مستقبل الاقتصاد الوطني والميزانية القادمة ولم يعد الأمور إلى نصابها مرة أخرى ويعيد الثقة إلى مستقبل الاقتصاد إلا تلك البيانات الصحفية التي صدرت من قبل بعض المسؤولين
وخصوصاً وزير المالية ووزير البترول والثروة المعدنية واللذان صرحا للإعلام بتصريحات مطمئنة ساهمت في إزالة الخوف والذعر الذي كان سائدا خلال تلك الفترة.
تصريحات المسؤولين لوسائل الإعلام تعد من الأدوات الأساسية التي تساهم في توضيح الحالة الحقيقية لما يحدث وعادة ماتكون هذه التصريحات موجهة لعامة الناس من خلال وسائل إعلامية متعددة، كما يمكن توجيهها عن طريق وسائل التواصل الاجتماعية أو من خلال المواقع الرسمية ومن أهم العوامل التي تساهم في نجاح التصريحات الصحفية هو وقت صدور التصريح فأحياناً يتأخر التصريح وتتردى الأحوال ويعاني الناس من الخوف والقلق ويعيشون حالة من التوتر وتتلف أعصابهم وهم في انتظار ذلك التصريح ومع ذلك لايصدر، وأحياناً يصدر التصريح في وقت متأخر من الليل ولايعلم الناس عنه إلا بعد الاستيقاظ، ولذلك فإن من الضروري على المسؤولين الراغبين في تقديم تصريحات أن لايتأخروا في تقديمها وأن يبادروا بذلك وخصوصاً إن كان الوضع لايحتمل التأخير والانتظار.
بعض تصريحات المسؤولين غير مباشرة فتجد بأن مضمون التصريح يحتوي على عبارات تحتمل عدة تفسيرات مما يجعل ذلك التصريح يساهم في التشويش أكثر من مساهمته في إيضاح الأمور وإظهار الحقائق بل إن بعض تلك التصريحات تجعل الناس منقسمين في تفسيرها أو مايقصده صاحب التصريح، ولذلك يجب على المسؤولين أن يحرصوا على أن تكون تصريحاتهم واضحة وجليه ولاتحتمل التأويل أو تعدد التفسيرات.
كما إن بعض التصريحات الصحفية تكون بدون عنوان وبدون هدف فتشعر وكأن صاحب التصريح كان يهدف من خلال التصريح هو الظهور الإعلامي لأن تصريحه لم يكن يتضمن أي فائدة بل وفي بعض الأحيان لايفهم منه أفراد المجتمع أي جملة مما يثير العديد من الاستفسارات عن ماذا كان يريد أن يقول صاحب التصريح؟ بل إن سمعة ومصداقية أمثال هؤلاء تصبح متدنية فما إن تجدهم في وسائل الإعلام إلا وتتحرص على تجاهلهم نظراً لأن بياناتهم الصحفية غير مفيدة ولذلك فعلى المسؤولين وقبل الإدلاء بأي تصريحات صحفية أن يتأكدوا من أن مضمون تلك التصريحات ستساهم في الإجابة على أغلب الأسئلة التي تدور في أذهات الناس وبكلمات مختصرة ومباشرة دون إطالة.
أحياناً تغيب الواقعية عن أذهان بعض المسؤولين فتجدهم يطلقون بعض التصريحات التي لايمكن أن يصدقها عقل وخصوصاً عندما تتضمن تلك التصريحات بعض المقارنات من قبل بعض المسؤولين، إذ يقارن البعض بين مستوى بعض الخدمات الموجودة لدينا والخدمات الموجودة في بعض دول العالم المتقدمة، وأحياناً يحرص البعض على التأكيد بأن مالدينا من مستوى في بعض المشاريع يضاهي بعض الدول المتقدمة وذلك بشهادة تلك الدول وأحياناً نجد أن بعض التصريحات توضح بعض الأسباب التي ساهمت في تحقيق إنجازات قد لاتكون حقيقية والسبب أن الأسباب التي أدت اليها غير منطقية على الإطلاق ولايمكن تصديقها.
كما إن بعض التصريحات الصحفية تذكر بعض الإحصاءات وبعض الدراسات التي لاتبين مصدرها الرئيسي ولاتوضح تاريخ القيام بها أو الجهة التي أشرفت عليها مما يجعل تلك التصريحات غير مقبولة، كما تنشر البعض التصريحات دون أن تنسب لشخص ما أو أنها تنسب لمصدر مسؤول مما يجعل مضمون ومصداقية تلك التصريحات ضعيفة للغاية.
تصريحات المسؤولين أمر في بالغ الأهمية ويجب أن يحرص عليها المسؤول وأن يهتم بها وأن يعمل على تقديمها في الوقت المناسب وبالمضمون المناسب الذي يساهم في راحة المجتمع واطمئنانه.