الاختلاف هو وجود تباين في الرأي، ووجود أسلوب مغاير في الطرح. أما الخلاف فهو مصدر خالف أي عارض، والاختلاف قد يظهر منه نقاط تقارب والتقاء، وينحصر في الرأي، بعكس الخلاف الذي يوحي بالرغبة في المعارضة والنزاع. وسواء كان الأمر خلافاً أو اختلافاً فالمحصلة في نهاية المطاف أننا أصبحنا نعيش في
زمن يندر أن نجد فيه متفقين؛ فمعظم المتحاورين يؤكد أنه على صواب، والآخر على خطأ، وكل واحد منهم أصبح يأخذ طريقاً مخالفاً للآخر، وصدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «وإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً».
الاختلاف الذي أعنيه هنا ليس الاختلاف المحمود أو السائغ، أو ذلك الذي يأتي من الطبيعة البشرية في كل إنسان، بما فيها من تفاوت في رأي.. ولا أعني الاختلاف الذي أشار إليه العلامة ابن القيم في قوله: «وقوع الاختلاف بين الناس أمرٌ ضروري، لا بد منه لتفاوت أغراضهم وأفهامهم»، أو ذلك الذي يساهم في الإثراء العلمي، أو الوصول إلى أفضل قرار يفيد المجتمع، بل أعني بالاختلاف ذلك الاختلاف الجاهل، الذي لا يُبنى على علم، بل يُبنى على الهوى والتقليد والسعي خلف المصالح والشهرة، ويؤدي إلى النزاع والفُرقة والبغي والقطيعة.
ولم تعد مظاهر هذا الاختلاف المنبوذ تنحصر في جوانب الفتاوى الدينية فقط، بل شملت معظم نواحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ولم يعد أمر الاختلاف مقصوراً على إطلاق تهم التبديع أو التفسيق في مجال ما، بل تجاوز ذلك الأمر هذا الإطار الضيق لتنطلق الخلافات في الآونة الأخيرة لتشمل قطاعات اقتصادية، سواء في مجالات تجارية أو غيرها، وقطاعات صحية، وقطاعات إعلامية، بل حتى القطاعات الرياضية لم تسلم من تلك الاختلافات التي أصبحت تعصف بمجتمعنا من كل جوانبه.
نعلم تماماً أن الاختلاف المحمود أمر إيجابي للمجتمعات، وما يجب أن نسعى إليه اليوم هو تحسين وتطوير اختلافاتنا؛ لترقى إلى الاختلاف المحمود الذي نتفق فيه على الأصول والغايات الأساسية. وقد نختلف فيه على الآليات ووسائل التنفيذ وأساليب الطرح؛ ولذلك فإننا إذا رغبنا في تحسين وتطوير مستوى اختلافاتنا فيجب علينا أن نؤكد في البداية أننا أبناء دين واحد، وأن نعتصم بحبل الله، وننبذ كل عوامل الفُرقة والنزاع حتى لو كان هناك اختلاف؛ فلا يمنع أن أختلف مع الآخر في أمر ولكن لا يجب أن يؤدي هذا الاختلاف إلى القطيعة والفُرقة والنزاع.
إننا أصبحنا اليوم نعيش في زمن قد طغى علينا فيه إساءة الظن؛ فلم يعد لإحسان الظن في الآخرين مجالٌ، ونسينا معنى التماس الأعذار؛ فأصبح النقد لأجل النقد، وأصبح الجميع متهماً حتى يثبت العكس، وأصبح المجتمع منقسماً على نفسه؛ فلا تكاد تسمع دعوة لاجتماع إلا وتسبقها الشائعات والتحذيرات وغيرها من مؤشرات الانقسام، بل إن بعض الذين يتم تعيينهم في مناصب جديدة ترفع لهم الدعوات بأن ينصرهم الله في عملهم، وكأنهم مقدمون على حرب حاسمة ضد أعداء لهم!
إننا أصبحنا نعيش في عصر يأبى البعض فيه أن يجعل فيه اعترافاً بالاختلاف، وأصبحت القاعدة الأساسية الموجودة يحكمها الهوى، وتنحصر في رؤية قاصرة، هي «إما أن تؤيد رأيي أو أنك ضدي؛ وبالتالي فقد أصبحتَ عدوي؛ ويجب عليّ محاربتك وتحذير الناس من شرِّك والتشهير بك ولو بدون وجه حق، ومقاطعتك، وتأليب الناس على آرائك وفكرك وجميع ما يتعلق بك».. غير معترفين بإحسان للظن، أو عذر بالجهل، أو اجتهاد خاطئ أو حتى تقدير لمعنى الرفق في التعامل والتفاهم والتسامح والألفة والمودة بين أفراد المجتمع.
إن زيارة واحدة لإحدى وسائل التواصل الاجتماعية اليوم تؤكد لنا حجم الخطر الذي بات يهددنا، وينذرنا بأننا ما لم نُعِد النظر في معنى الاختلاف فيما بيننا فإننا مقدمون على كارثة لا يعلم عاقبتها إلا الله.
زمن يندر أن نجد فيه متفقين؛ فمعظم المتحاورين يؤكد أنه على صواب، والآخر على خطأ، وكل واحد منهم أصبح يأخذ طريقاً مخالفاً للآخر، وصدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «وإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً».
الاختلاف الذي أعنيه هنا ليس الاختلاف المحمود أو السائغ، أو ذلك الذي يأتي من الطبيعة البشرية في كل إنسان، بما فيها من تفاوت في رأي.. ولا أعني الاختلاف الذي أشار إليه العلامة ابن القيم في قوله: «وقوع الاختلاف بين الناس أمرٌ ضروري، لا بد منه لتفاوت أغراضهم وأفهامهم»، أو ذلك الذي يساهم في الإثراء العلمي، أو الوصول إلى أفضل قرار يفيد المجتمع، بل أعني بالاختلاف ذلك الاختلاف الجاهل، الذي لا يُبنى على علم، بل يُبنى على الهوى والتقليد والسعي خلف المصالح والشهرة، ويؤدي إلى النزاع والفُرقة والبغي والقطيعة.
ولم تعد مظاهر هذا الاختلاف المنبوذ تنحصر في جوانب الفتاوى الدينية فقط، بل شملت معظم نواحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ولم يعد أمر الاختلاف مقصوراً على إطلاق تهم التبديع أو التفسيق في مجال ما، بل تجاوز ذلك الأمر هذا الإطار الضيق لتنطلق الخلافات في الآونة الأخيرة لتشمل قطاعات اقتصادية، سواء في مجالات تجارية أو غيرها، وقطاعات صحية، وقطاعات إعلامية، بل حتى القطاعات الرياضية لم تسلم من تلك الاختلافات التي أصبحت تعصف بمجتمعنا من كل جوانبه.
نعلم تماماً أن الاختلاف المحمود أمر إيجابي للمجتمعات، وما يجب أن نسعى إليه اليوم هو تحسين وتطوير اختلافاتنا؛ لترقى إلى الاختلاف المحمود الذي نتفق فيه على الأصول والغايات الأساسية. وقد نختلف فيه على الآليات ووسائل التنفيذ وأساليب الطرح؛ ولذلك فإننا إذا رغبنا في تحسين وتطوير مستوى اختلافاتنا فيجب علينا أن نؤكد في البداية أننا أبناء دين واحد، وأن نعتصم بحبل الله، وننبذ كل عوامل الفُرقة والنزاع حتى لو كان هناك اختلاف؛ فلا يمنع أن أختلف مع الآخر في أمر ولكن لا يجب أن يؤدي هذا الاختلاف إلى القطيعة والفُرقة والنزاع.
إننا أصبحنا اليوم نعيش في زمن قد طغى علينا فيه إساءة الظن؛ فلم يعد لإحسان الظن في الآخرين مجالٌ، ونسينا معنى التماس الأعذار؛ فأصبح النقد لأجل النقد، وأصبح الجميع متهماً حتى يثبت العكس، وأصبح المجتمع منقسماً على نفسه؛ فلا تكاد تسمع دعوة لاجتماع إلا وتسبقها الشائعات والتحذيرات وغيرها من مؤشرات الانقسام، بل إن بعض الذين يتم تعيينهم في مناصب جديدة ترفع لهم الدعوات بأن ينصرهم الله في عملهم، وكأنهم مقدمون على حرب حاسمة ضد أعداء لهم!
إننا أصبحنا نعيش في عصر يأبى البعض فيه أن يجعل فيه اعترافاً بالاختلاف، وأصبحت القاعدة الأساسية الموجودة يحكمها الهوى، وتنحصر في رؤية قاصرة، هي «إما أن تؤيد رأيي أو أنك ضدي؛ وبالتالي فقد أصبحتَ عدوي؛ ويجب عليّ محاربتك وتحذير الناس من شرِّك والتشهير بك ولو بدون وجه حق، ومقاطعتك، وتأليب الناس على آرائك وفكرك وجميع ما يتعلق بك».. غير معترفين بإحسان للظن، أو عذر بالجهل، أو اجتهاد خاطئ أو حتى تقدير لمعنى الرفق في التعامل والتفاهم والتسامح والألفة والمودة بين أفراد المجتمع.
إن زيارة واحدة لإحدى وسائل التواصل الاجتماعية اليوم تؤكد لنا حجم الخطر الذي بات يهددنا، وينذرنا بأننا ما لم نُعِد النظر في معنى الاختلاف فيما بيننا فإننا مقدمون على كارثة لا يعلم عاقبتها إلا الله.