كتبت صحفية أسترالية عن كوبا تقول: رأيت في كوبا فقراء لا يستعطون، وفقراء أصحاء، وفقراء يقرؤون.. فهل كانت أمريكا بحاجة لخمسة عقود من الزمن كي تدرك صفاقة سياستها تجاه جارتها؟ أما التضييق والحرمان فيخرجان ما بالإنسان من قدرات وحيل دفينة، بالطبع على اختلاف البشر وقدراتهم، والدول والشعوب ما هي إلا بشر في النهابة. ولعله من الأجدر التذكير بأن كوبا أكثر دول العالم بها أطباء نسبة لعدد السكان،
ومن أكثرها مساهمة في العون الطبي للدول المنكوبة والفقيرة، إضافة إلى طبيعة الشعب الكوبي الإسباني الأصل، واندماج الأفارقة الذين جُلبوا إلى كوبا من أجل مزارع قصب السكر والتبغ. هذا التعايش والاندماج أثرى المجتمع الكوبي، وهو المجتمع غزير العاطفة المحب للحياة والتعايش والجمال، فلا غرابة أن يخف أطباء هذا القطر الصابر الخطى لغوث الشعوب، ولعلهم نالوا جزاء عونهم في عجز أمريكا عن إخضاعهم إن لم نقل في انتصار كوبا، مع أنه لا لوم على من قالها.
أمثلة فشل سياسة الحظر والحصار الاقتصادي أو العسكري عديدة. ألمانيا واليابان أقوى الأمثلة. حين اتجهت اليابان بعد حظر التصنيع العسكري عليها عقب هزيمتها في الحرب العالمية الثانية إلى التصنيع المدني تقدمت إلى مركز لم تكن تتوقعه هي قبل أمريكا والعالم. والأمر ينطبق كذلك على ألمانيا، التي تقود أوروبا الآن اقتصادياً وسياسياً. وإن أحسنت كوبا حكومة وشعباً في الإفادة من دروس الماضي، وعززت نقاط القوة لديها، ونسفت شعارات الماركسية وراءها، فإن لها من الفرص ما هي جديرة بانتهازها. إن قوتها الناعمة المتمثلة في مواردها البشرية وكادرها الطبي مثال ذلك، إضافة إلى سلعها الزراعية، كقصب السكر والتبغ والذرة، ومؤهلاتها السياحية.. كل ذلك يعطيها قوة لاكتساب دور ومكانة مرموقة، وتعويض ما فاتها طوال هذه العقود الخمسة، واسترجاع جزء من شعبها المهاجر لبناء بلدهم والنهوض به.
إننا في المملكة ودول الخليج - وهذه هي العبرة من قصة كوبا - بأمسّ الحاجة لتذكُّر أن بناء الإنسان والتنمية البشرية هما الثروة الأولى. موازنات التنمية في المملكة في المجالات الصحية والتعليمية خصوصاً الأضخم عالمياً نسبة إلى الميزانية، ويظل دور الوزراء والإدارات الوسطى معها لتحويل هذا الإغداق إلى تنمية بشرية وإعمار نوعي. حُسن إدارة الموارد وتوظيفها هما مناط القوة لأي دولة. تُرى، لو كانت دولة أخرى مكان كوبا هل كانت لتقاوم وتصمد خمسة عقود متصلة، يعيش الكوبيون فيها حياتهم بحلوها ومرها، عاشقين للحياة والجمال؟ ومن أراد الاقتراب أكثر من صبر الكوبيين وعشقهم للحياة فليقرأ رائعة أرنست همنجوي (الشيخ والبحر). طابت أوقاتكم.
ومن أكثرها مساهمة في العون الطبي للدول المنكوبة والفقيرة، إضافة إلى طبيعة الشعب الكوبي الإسباني الأصل، واندماج الأفارقة الذين جُلبوا إلى كوبا من أجل مزارع قصب السكر والتبغ. هذا التعايش والاندماج أثرى المجتمع الكوبي، وهو المجتمع غزير العاطفة المحب للحياة والتعايش والجمال، فلا غرابة أن يخف أطباء هذا القطر الصابر الخطى لغوث الشعوب، ولعلهم نالوا جزاء عونهم في عجز أمريكا عن إخضاعهم إن لم نقل في انتصار كوبا، مع أنه لا لوم على من قالها.
أمثلة فشل سياسة الحظر والحصار الاقتصادي أو العسكري عديدة. ألمانيا واليابان أقوى الأمثلة. حين اتجهت اليابان بعد حظر التصنيع العسكري عليها عقب هزيمتها في الحرب العالمية الثانية إلى التصنيع المدني تقدمت إلى مركز لم تكن تتوقعه هي قبل أمريكا والعالم. والأمر ينطبق كذلك على ألمانيا، التي تقود أوروبا الآن اقتصادياً وسياسياً. وإن أحسنت كوبا حكومة وشعباً في الإفادة من دروس الماضي، وعززت نقاط القوة لديها، ونسفت شعارات الماركسية وراءها، فإن لها من الفرص ما هي جديرة بانتهازها. إن قوتها الناعمة المتمثلة في مواردها البشرية وكادرها الطبي مثال ذلك، إضافة إلى سلعها الزراعية، كقصب السكر والتبغ والذرة، ومؤهلاتها السياحية.. كل ذلك يعطيها قوة لاكتساب دور ومكانة مرموقة، وتعويض ما فاتها طوال هذه العقود الخمسة، واسترجاع جزء من شعبها المهاجر لبناء بلدهم والنهوض به.
إننا في المملكة ودول الخليج - وهذه هي العبرة من قصة كوبا - بأمسّ الحاجة لتذكُّر أن بناء الإنسان والتنمية البشرية هما الثروة الأولى. موازنات التنمية في المملكة في المجالات الصحية والتعليمية خصوصاً الأضخم عالمياً نسبة إلى الميزانية، ويظل دور الوزراء والإدارات الوسطى معها لتحويل هذا الإغداق إلى تنمية بشرية وإعمار نوعي. حُسن إدارة الموارد وتوظيفها هما مناط القوة لأي دولة. تُرى، لو كانت دولة أخرى مكان كوبا هل كانت لتقاوم وتصمد خمسة عقود متصلة، يعيش الكوبيون فيها حياتهم بحلوها ومرها، عاشقين للحياة والجمال؟ ومن أراد الاقتراب أكثر من صبر الكوبيين وعشقهم للحياة فليقرأ رائعة أرنست همنجوي (الشيخ والبحر). طابت أوقاتكم.