اثنين | ثلاثاء | أربعاء | خميس | جمعة | سبت | أحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 |
8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 |
15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 |
22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 |
29 | 30 | 31 | 1 | 2 | 3 | 4 |
5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 |
كتبت مقالا عن النفط قبل أربعة عشر عاماً، وعاد الحديث حول النفط يطرق المسامع، بعد أن تضخم وخرج لنا مكمن جديد من مكامنه، مما دفع بالفائض من المصدر الجديد إلى خفض الأسعار، لكن انخفاضه الحالي جنى على حملة الأسهم الكثير من الهموم، وظهر ما كان غير معلوم، ولا أحد يعرف للأسعار مقراً، ولا من تأثيرها مفراً، وكان المقال السابق رسالة إلى النفط سأوردها بمناسبة سطوع نجم النفط مرة أخرى فكتبت:
أيها النبع الخير، كم أنت جميل في سوادك، كريم في عطائك، عرفتك العرب منذ القدم ولم تحسن استغلالك، فاستخدمتك علاجاً للبهائم وكفى. بدأ الغرب الثورة الصناعية فكانت الطاقة البخارية محركاً للآلة، وقيض الله من رأى فيك السداد فقدمك مصدراً واعداً يمكن أن يخدم العالم بأسره فكنت أهلاً لذلك، كنت قادراً على العطاء فأعطيت، وعلى الأثر فأثريت، فلك من بني البشر كل الشكر والتقدير، قربت المسافات، وأنرت المصابيح، وحليت المياه، ودفأت الأجواء وبردتها، فيا لك من عنصر متعدد المواهب.
أيها النبع الخير، لقد ألبسوك النياشين، ونعتوك بالفتح المبين، وأطروك إطراء ابن زيدون لابن جهور، أغدقوا عليك الثناء، إيماناً بما أنت أهلا له، فهم في حل من منافقتك، وكنت تزيدهم عطاء، ويزيدونك مدحاً وإطراء، واستمرت الحال هكذا عطاء وثناء، وتدفق وبناء، استيقظوا صبيحة يوم فقلبوا لك ظهر المجن، دون سابق إنذار، وتوقفوا عن الثناء مع استمرارك في العطاء، والتدفق والبناء، وقالوا إنهم اكتشفوا فيك شيئاً مريباً لابد من محاسبتك عليه، اتهموك بالعداء للبيئة بعد أن كانوا يرون فيك صديقاً لها، ورموك بجريمة اختراق طبقة الأوزون، ورفع درجة حرارة الأرض، وقد تكون بريء منها، فسبحان مغير الأحوال.
أيها النبع الخير، كانت الجزيرة العربية مرتعك وما زالت، وستظل بإذن الله، كنت لنا أبناء الجزيرة خلاً وفياً، أفدنا منك الكثير، فها هي الصروح قد أنشئت، والجامعات قد شيدت، والسدود قد أقيمت، والخيرات قد تدفقت، وعشنا عيشة المترفين المرفهين الذين ظنوا أنك لهم دائم لا محالة، كنت في بداية الأمر محدود السعر فأعطيت بقدر ما يكفي، ثم ما لبث سعرك أن زاد، وقدرك أن علا وعاد، فزهونا بما قدمت، وبددنا ما أعطيت، وعشنا عيشة من لا يخشى الفقر، تغيرت المفاهيم لبعض القيم وتداخلت، فانتقلنا من الكرم إلى السرف، ومن الثقة إلى الزهو، ومن العمل إلى الكسل، ومن السرعة إلى البطء، أصبحنا لا نطيق العناء، ولا نسلك المجهول، ونخشى الصعاب، جلبنا من يعمل بالنيابة عنا، ومن يتحدث باسمنا، وضيعنا أوقاتنا في دور شيدوها، ومكاتب زينوها، ورأينا أن في السفر إلى الخارج متعة، فركبنا الطائرات وسكنا أجمل الفنادق وأغلاها، وحملنا معنا بعضاً من محاسن سلوكنا وسيئاته.
أيها النفط بحثوا عنك في الأرض، وتحت البحر، وفوق سطح القمر، وسعى بعضهم إلى خفض سعرك، وبعضهم إلى رفعه، وبعضهم إلى تثبيته، لكنك كنت سيد نفسك لا يحكمك سوى قانون العرض والطلب، مع ما يعتريه من تشوهات، بحثوا عن بديلك لإسقاطك والاستغناء عنك، فجندوا العلماء وأنفقوا المليارات، لكنهم ما زالوا عاجزين، فيا ترى هل ستبقى شامخاً كما كنت أم أنهم سيطرحونك أرضاً؟ لست أدري!!!
اثنين | ثلاثاء | أربعاء | خميس | جمعة | سبت | أحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 |
8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 |
15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 |
22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 |
29 | 30 | 31 | 1 | 2 | 3 | 4 |
5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 |