** روى الأستاذ فاروق شوشة أن التلفزيون المصريَّ أراد تكريم الدكتور طه حسين في ذكرى رحيله الخامسة بإعادة لقاءٍ نادرٍ أجرته معه المذيعة القديرة ليلى رستم بحضور عشرةٍ من رموز المرحلة: (يوسف السباعي وثروت أباظة وأمين يوسف غراب وعبد الرحمن الشرقاوي ونجيب محفوظ ومحمود أمين العالم وأنيس منصور وكامل زهيري وعبد الرحمن صدقي وعبد الرحمن بدوي) وأعلنت موعدَ بثه ثم اكتشف مسؤولو التلفزيون أن الشريط « ممسوح» ومسجلٌ عليه مباراةُ كرة قدم، وجرى حلُّ الحرج بتواصلٍ مع التلفزيون الأردنيِّ الذي سبق أن اشترى نسخةً من اللقاء فبعث إليهم بتسجيلٍ يحتويه عتابٌ لاذع بأن يحافظوا عليه فلا يضيع مرةً أخرى، ولم يضعْ فصرنا نستعيده اليوم عبر «اليوتيوب».
** عمالقةٌ تُلغيهم كرة، خلاصةٌ لا يعنيها أَنْ جرى ذلك سهوًا أو قصدًا بمقدار ما يعنيها ضياعُ كثيرٍ من التراث المسموع والمرئيِّ قبل زمننا التقنيِّ والحاجةُ إلى مشروعٍ وتشريعٍ يحمي الموادَ المذاعةّ صوتًا أو صوتًا وصورةً من اجتهاداتٍ وائدةٍ لا تأمنُ جهلَ موظفٍ أو تجاهلَ مسؤولِ أو حساباتِ تكلفة، وإذا كان عمرُنا الإعلاميُّ المسموعُ والمرئيُّ اللاحقُ لتأسيسِ وزارة الإعلام قد تجاوز نصفَ قرن فكم حجمُ ما يحتفظُ به أرشيفُ الإذاعة والتلفزيون؟ وإذ لا رقمَ هنا فإن النسبةَ لن تُسعفَ بمزيدِ ارتياح.
** يذكر صاحبُكم من أيام عمله الإذاعيِّ أن الحصول على تسجيل مادةٍ صوتيةٍ أو صوريةٍ عمليةٌ شاقةٌ قد تبلغُ درجةَ التعذر، وبالرغم من عمله خمسة عشر عامًا مذيعًا فإن ما لديه منه نشرةُ أخبارٍ يتيمةٌ نسي كيف حصل عليها لكنه لم ينسَ أنها لم تأتِ بشكلٍ رسميٍّ، بل بعنايةِ صديقٍ أو متابع، ويذكر أنه عرض على الإذاعةِ اقتراحًا حمله إلى مسؤوليها استقاءً من رغباتِ متابعين بتوفير بعض البرامج «الجماهيرية» للبيعِ والاقتناء فلم يلقَ صدى.
** لجأ إذاعيون إلى تحويل برامجهم إلى كتب كما فعل شيخُنا عبدُالله بن خميس رحمه الله وأستاذانا د. عبدالرحمن الشبيلي حفظه الله وأ. عبدالملك عبدالرحيم رحمه الله وغيرُهم، والظنُّ أنهم لم يستطيعوا توفيرَها بيسر كما لم يجدوا من يُحيلها إلى موادَّ إعلاميةٍ بنسخٍ وفيرةٍ كي تُسمعَ وتُرى لا أن تُقرأَ فقط، وفرقٌ بين هذه الثلاثيةِ لا يأذنُ بتبادل الأدوار بينها، وقيَّض الله لبرنامجي (نورٌ على الدرب ومن القائل) منتِجين تجاريين وفراهما للسامعين، وهو المطلبُ الذي نتمنى أن تتبناه هيئة الإذاعة والتلفزيون ضمن مهامها وربما إيراداتها.
** يعتزُّ أنه تواصلَ مع عددٍ من كبار المفكرين العرب خلال أزمة غزوِ الكويت وأجرى معهم حواراتٍ مباشرةً وليس لديه دقيقةُ تسجيلٍ منها ،كما يتمنى لو أُتيحَت له استعادةُ ذاكرةٍ غنيةٍ فيها: «طائرُ المساء ودوحةُ الأدب ودائرة الإعلام وقصة الأدب في العالم» وغيرُها وهيهات.
** التأريخ توثيق.