في الأيام الماضية انفجر الشارع الرياضي السعودي غضباً عندما تبيّن له أنّ إنجازاتنا الرياضية تتوارى وتراجع بشكل مخيف، فبعدما كنا نحقق إنجازات رياضية قارية مشهودة، أصبحنا نتلقى الهزائم حتى من فرق متواضعة لا تاريخ رياضي لها (سوريا ولبنان، مثلاً). إعلامنا الرياضي تفاعل مع الحدث وسجل حضوراً قوياً، وطالب بمساءلة الاتحاد الرياضي المسؤول عن كرة القدم، بل وذهب بعض الإعلاميين الرياضيين إلى حد مطالبة الاتحاد بالاستقالة.
حتى وسائل التواصل الاجتماعي لم تكن بعيدة عن الحدث، فقد ضج المغردون مطالبين بتصحيح الوضع الرياضي ، وقدم بعضهم وصفات لعلاج وضعنا الرياضي المتردي.
تلك كانت ردة فعل الرياضيين إزاء وضعنا الرياضي المتهالك، أما وضعنا التعليمي المأزوم اليوم فلا بواكي له. ففي المسابقات الدولية التعليمية سجل طلابنا وعلى مدى عشرة أعوام مضت حضوراً تعليمياً دولياً متدنياً، دون أن تسمع همساً من المعنيين بالشأن التعليمي، في المقابل نجد بلداناً آسيوية تفوقت علينا في المسابقات التعليمية الدولية، رغم أنها تصرف على طالبها أقل مما نصرف نحن على طالبنا.
لم يتفاعل إعلامنا التربوي ولا حتى التربويون أنفسهم ولا الأكاديميون السعوديون مع هذا الوضع التعليمي المتردي . كم تمنيت أن أرى نخباً أكاديمية وتربوية غاضبة وساخطة على ضعف حضورنا في المسابقات التعليمية الدولية، وتقدم الحلول للخروج من هذا المأزق التعليمي، أليس التعليم هو بوابتنا الوحيدة نحو التنمية والحضارة والتقدم ؟ أليس التعليم هو الثروة الوطنية التي لا تنضب؟.