غرَّد سلطان الجميري، في حسابه على تويتر، الأسبوع الماضي، بهذه التغريدة:
«قال لنا دكتور أردني بجامعة الملك سعود، قسم رياضيات، ذات مرة: أنتم حمير، فأعترضتُ على الكلمة. طلب اسمي ورقمي، ثم قال: أراك بعد الامتحان الشهري». ثم غرّد سلطان بعدها، بهذه التغريدة:
«اعترض طالب سعودي مبتعث على صحة معلومة موجودة بكتاب يدرِّسه دكتوره كمنهج، ولقد أثبتها فعلاً. الدكتور شطب المعلومة من المنهج، وأعطاه الدرجة كاملة». من الواضح أن سلطاناً يريد أن يوضح الفرق بين ثقافة التدريس، بين الغرب وبين العرب، وكيف أن أستاذ الجامعة، وليس أستاذ الابتدائي، يتعامل مع الطلبة بكل فوقية وعدم احترام.
من المؤكد أن هناك استثناءات، لكن النمط السائد اليوم هو نمط المعلم الذي لا يكسر المسافة بينه وبين الطالب، ولا يستثمر فيها. وحين يأتي المعلم الأجنبي، ويعيش في هذه العلاقة، دون أن يلحظ أي تحرك من إداريي البيئة التعليمية، فإنه سيتبنى النمط نفسه.
لقد عشتُ تجربة معلم مرحلة متوسطة من نفس جنسية الأستاذ الجامعي أعلاه، قال كلاماً أكثر بذاءة لطالب من طلبته، ولم تجد المدرسة التي تتبوأ موقعاً مميزاً كأحد أهم المدارس الأهلية بالمملكة، وسيلة ملائمة لمعاقبته العقاب الملائم، مما يدل أن الأمر صار عادياً واعتيادياً، بل جزءاً من الممارسة اليومية للمناخ التعليمي. وهذا في رأيي لن يتغير، طالما هناك جدار أسمنتي بين ما يدور في الفصل وما يدور في مكتب الإشراف أو مكتب الإدارة، وطالما لا تكمل كل دائرة الدائرة الأخرى.