لا شكَّ أن التغييرات الوزارية جاءت منسجمةً مع المزاج العام، مما سيصعّبُ المهمة أمام الوزراء الجدد. فهي ليست لمجرد التغيير، وليست لإدهاش المراقبين، وليست لاستغلال خبرات وفكر شريحة أو فئة ما، إنها تغييرات التحدي ومواجهة السلبيات بنيّة القضاء عليها، دون تبريرات.
من المعروف أن لكل مرحلة تغييرية عنواناً يليق بها. ولعل العنوان الأبرز لهذه التغييرات، هو الاستجابة. فلقد كان المواطن ينظر لمعظم التغييرات على أساس أنها تستجيب لرغبته شخصياً، وسيكون كل وزير من هؤلاء الوزراء في موقف صعب جداً، حين يستمر على النهج السابق، ثم يدخل في نفس الدوائر المعتادة؛ التقصير في معالجة السلبيات أو بطء الخطوات الإصلاحية أو التهافت للإعلام أو الجبن أمام الفساد.
إنَّ الروح الشابة التي تسيطر على الكثير من المعينين الجدد، يجب أن تجعلهم منحازين إلى صف الإيقاع السريع في التغيير. ويجب أيضاً ألاّ تكون الأولوية لجداول الاستقبالات أو لنوعية أثات المكتب أو عدد موظفي السكرتارية. يجب البدء بالتعرف على أسباب السلبيات في القطاع، وإيجاد آليات سريعة للقضاء عليها. ومن المهم جداً، أن يعرف كل مسؤول جديد، بأن توفيره لوسائل تواصل حية ومباشرة مع الناس، هي أكبر مقاييس نجاحه، فهم وحدهم الذين سيكونون النبض الصادق لوزارته، وهم من سيقولون له أين يجب أن يكون وأين يجب ألاّ يكون. وهم من سيقولون لاحقاً هل كان هذا التعيين في محله أو في غير محله.