منذ عبدالعزيز المقرن وحتى مروان المظفر، توجد لدينا قصة اسمها «إعادة تأهيل الشباب المغرر بهم». وهذه القصة أخذت عناوين مختلفة، ولكنها في النهاية محاولة لإيضاح الخطأ والصواب لمن اختلط عليهم الأمر، وصار قتل الأبرياء أو قتل النفس، هو الجهاد أو الاستشهاد.
هنا سنسأل:
- ما هي نسب نجاح تجربة إعادة التأهيل أو المناصحة؟! هل حقاً أفرزت وعياً جديداً للملتحقين بها؟! هل نقلتهم من حالة الضباب إلى حالة الوضوح؟! ولماذا هذا الارتداد المتكرر للذين ينضمون لها؟! ولكيلا يظن أحد بأنني ألمح للجنة المناصحة، وأنني أحاول أن أقلل من شأنها بطريقة غيرمباشرة، فإنني سأحيل الجميع للمشهد العام، فيما يتعلق بوضوح أي منا تجاه تحديد الإرهاب وتحديد الجهاد، وتحديد الفرق بينهما، وإعلان الموقف منهما.
بمعنى آخر، هناك من يخلطون بين المفاهيم، حين يكون الحديث عن جهيمان أو بن لادن أو المقرن أو المظفر.
هؤلاء لم يجدوا من يوضح لهم كيف يمكن أن ينظروا لتجارب كل اسم من تلك الأسماء المتتالية تاريخياً، منذ غرة محرم 1400هـ وحتى اليوم.
وحين نذكر غرة محرم 1400هـ، فإن البعض يتساءل:
- لماذا تمر ذكرى هذه المناسبة، دون أن يستغلها الإعلام المحلي لتوعية الأجيال الشابة بما جرى في ذلك اليوم، باعتباره مفصلاً تاريخياً؟! هل هو كسل وظيفي أم غياب رؤية أم خوف؟! وبالعودة للمناصحة، فهي واجب المؤسسات المعنية بالحوار، وليست عملاً وظيفياً لمجموعة أعضاء.