بكثير من التواضع أجاب ضباط وزارة الداخلية الذين حضروا المؤتمر الصحفي الذي عقده الناطق باسم الوزارة اللواء منصور التركي على أسئلة الصحفيين، بأن القبض على مهاجمي المقيم الدنماركي في أقل من شهر ليس إنجازاً أمنياً، مؤكدين بأن أي عمل إرهابي أو إجرامي أو جنائي لا يمكن أن يسجل ضد مجهول في أرض المملكة، فالأجهزة الأمنية التي ترى أنها تؤدي عملها وفق ما أنيط بها من مهام تعمل وفق آليات احترافية ومهنية، وتمتلك أجهزة متقدمة وخبرات تولدت لدى العاملين في الأجهزة الأمنية، ضباط وأفراد يمتلكون خبرات وكفاءات علمية ومهنية جداً متطورة ومتقدمة. ولهذا، فإن الوصول إلى الجهة المنفذة للجريمة أفراداً أو جماعات هو من باب العمل المناط بهم، ولا يعد انجازاً بقدر ما يعد تقصيراً إن هم لم يستطيعوا الوصول إلى المجرم. مؤكدين بأن متابعة الجريمة قد تحتاج إلى وقت للوصول إلى جميع تفاصيلها وإلى جميع الأفراد والجماعات المشاركة فيها، وتظل القضية مفتوحة حتى تستكمل جميع عناصرها، وقد يستغرق ذلك وقتاً طويلاً، إلا أن القضية لن تغلق حتى تستكمل جميع فصائلها وفصولها والقبض على مرتكبيها.
«هذا عملنا وهذا ما تدربنا عليه وكل ما نحققه لا يعد إنجازاً بقدر ما هو تأدية لعملنا».
هؤلاء الرجال الأشاوس الذين يتتبعون الجرائم بكل أنواعها، ويصلون إلى مرتكبيها، لا يستحقون منا الشكر والتقدير على ما يقومون به دون ضجيج، ولا يسعون إلى الحديث عن إنجازاتهم التي يصفونها بأنها تأدية لعملهم.
كم نحن بحاجة إلى مثل هؤلاء الرجال الذين يؤدون أعمالهم ويحققون إنجازات دون انتظار شكر وإشادة كما يفعل رجال الأمن الذين ينجزون مثل هذه الأعمال الكبيرة التي لا نشعر بأهميتها وقيمتها لأننا نعيش بأمن وأمان بسبب تضحية هؤلاء الرجال وإجادتهم لعملهم. وللتدليل على قيمة وعلو كعب إنجازات هؤلاء الرجال، مقارنة بما يجري في الدول المجاورة التي لا يمر يوم إلا وتشهد تنفيذ أكثر من عملية إرهابية فضلاً عن مزيد من الأعمال الإجرامية، تلك الدول لا يهنأ أهلها بأي أمن، فالبعض ترك دياره ومنازله ومدينته وهاجر إلى ديار أخرى تاركاً الأهل والأصدقاء. دول وشعوب ومدن دُمرِّت وشُرِّد ألها بسبب انعدام الأمن وطوفان الأعمال الإجرامية، حيث سيطرت الجماعات الإرهابية من مليشيات منظمة، وجماعات التحزب الطائفي والسياسي مما فرق سكان تلك الدول والمدن.
مقارنة ما تشهده تلك الدول وما ننعم به من أمان واستقرار تؤكد أن ما يحققه رجال الأمن في بلادنا إنجاز، بل إنجازات ترفد كل واحدة منها الأخرى، تنعكس علينا وعلى بلادنا أمناً واستقراراً وهناء ينعم به المواطن والمقيم معاً.