يلتقي قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اليوم في الدوحة عاصمة دولة قطر، ويتفق العديد من متابعي ما يجري في إقليم الخليج، أن هذه القمة ستكون واحدة من القمم المفصلية في تاريخ المنطقة العربية وليس الخليج، إذ يجمع هؤلاء الخبراء على المرحلة الراهنة التي تمر بها المنطقة العربية والأخطار التي تطال إقليم الخليج العربي جعلت قادة دوله يكثفون من اتصالاتهم لبحث خطط تجنيب الاقليم المخاطر التي يحيكها أعداء الأمة العربية والإسلامية.
ويعول أهل الخليج جميعاً على حكمة ومبادرات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي استطاع بحكمته اعادة بوصلة التعاون لدول مجلس التعاون بمعالجته شوائب الخلافات بين بعض الدول لتباين وجهات نظر قادتها تجاه بعض القضايا التي تحصل في دول خارج نطاق مجلس التعاون، وقد شكلت القمة الاستثنائية التي عقدت في الرياض بداية الانطلاقة الجديدة لمعالجة الخلافات السابقة، وقد رفدت نتائج هذه القمة خطاب خادم الحرمين الشريفين، والتي وسعت من تأثيرات القمة ونقل نتائجها الايجابية من المحيط الخليجي إلى المحيط العربي، وقد وفرت كلمات الملك عبد الله بن عبد العزيز وهيأت الأرضية الطيبة لجعل قمة الدوحة قمة تحول مهمة في المسيرة الخليجية الاقليمية، إذ سيصدر عن هذه القمة موقف واضح ازاء تكامل المصير العربي والأمن القومي الجماعي بتأكيد على تكاملية أمن دول الخليج العربية والدول العربية المحورية، وبالذات مصر التي تتعرض إلى هجمة ارهابية منظمة، وهو ما يتطلب تعاوناً وتنسيقاً معها انسجاماً مع مضامين البيان التكميلي لقمة الرياض الاستثنائية وما حملته كلمة خادم الحرمين الشريفين الهادفة إلى تنقية الأجواء العربية وتهيئة الأوضاع والمناخات العربية سياسياً واعلامياً بالبعد عن تجاوزات المرحلة السابقة.
وهكذا فإن العديد من الخبراء يؤكدون بأن قمة الدوحة ستطلق مرحلة جديدة تؤذن ببدء العقد الاستراتيجي ضمن توافق خليجي شامل يضمن تعاوناً وتنسيقاً بين دول الخليج العربية الست وكل من مصر والأردن والمغرب مع الاهتمام بما يجري من أحداث في العراق واليمن وسوريا.
كما أن قمة الدوحة ستعطي دفعة قوية للعمل الاقتصادي والتنموي بتحريك عدد من الملفات الاقتصادية والتنموية، وينتظر المراقبون أن تسهم الأجواء المريحة التي تجسدت بعد قمة الرياض الاستثنائية في دفع واستكمال مسيرة الإنجازات التكاملية البارزة لمجلس التعاون.