قرأنا في صحيفة الجزيرة الموقرة مؤخرا خبرا عن مشاركة جامعة سلمان بن عبدالعزيز بجناح متنوع في مهرجان الخرج سياحة وتراث.
وتعد محافظة الخرج وجهة سياحية رئيسية لسكان العاصمة ومناطق المملكة، إضافة إلى تميزها بالسياحة الزراعية والريفية ومواقعها التراثية والأثرية والبيئية المميزة.
وتزخر محافظة الخرج بالعديد من المزارع والاستراحات، التي دعت الهيئة للعمل على العديد من البرامج لتنمية مفهوم الاستراحات الزراعية والريفية والترخيص لها، كما تنتهج الهيئة برامج التوعية واشراك المجتمع المحلي للتعريف بأهمية هذا المورد من خلال عقد ورش عمل مع المزارعين والشركاء.
وفي مجال الآثار أسفر عمل بعثة سعودية فرنسية مشتركة في محافظة الخرج عن اكتشاف المسجد الجامع للمدينة الرئيسة في اليمامة، إبان صدر الإسلام والعصرين الأموي والعباسي، وهو مسجد كبير تدل المؤشرات على أنه قد يكون الأكبر في الجزيرة العربية بعد الحرمين الشريفين في تلك العصور.
ويتميز المسجد بوجود أعمدة دائرية ضخمة تحمل سقفه، ويزيد قطرها على المترين، وكان له ثلاثة أروقة مسقوفة ربما على أقواس، كما أن له محرابا واضحا، ويبدو صحنه المكشوف ضخماً، ويظهر خلف الصحن جزء آخر تكونه وحدات معمارية، كما يظهر ركام طيني في الركن الشمالي الشرقي للمبنى ربما أنه أطلال المئذنة، ويجاور المسجد الأحياء السكنية.
وفي مجال التراث العمراني وقعت الهيئة العامة للسياحة والآثار عقد مشروع إعادة بناء عريش الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - في مركز السلمية بمحافظة الخرج مع إحدى المؤسسات الوطنية بقيمة (1.7) مليون ريال، والتي ستباشر العمل في المشروع قريباً.
ويتضمن المشروع بناء سور طيني وبوابات، وإنشاء عريش ومنطقة جلوس، وترميم البئر والسواني، إضافة إلى تشجير الموقع وتجهيزه بالممرات ليكون متنزهاً لأهالي المنطقة.
كما تعمل الهيئة على ترميم وتأهيل قصر الملك عبدالعزيز بالخرج كفندق تراثي ومتحف لمحافظة الخرج. وذلك ضمن «برنامج تأهيل قصور الدولة السعودية في عهد الملك عبدالعزيز» الذي تتعاون فيه الهيئة مع دارة الملك عبدالعزيز ووزارة الثقافة والإعلام ومكتبة الملك عبدالعزيز العامة.
إننا مؤملون كثيرا على ما ستسفر عنه الأيام المقبلة من تطورات في الشأن السياحي بالخرج، التي يعد من أهم مميزاتها قربها من محافظة الرياض، وبعد الجهد الكبير المبذول من الدولة فلا نجد سوى التوسع في منشآت الإيواء المناسبة والملائمة سبيلا لاكتمال منظومة السياحة في هذه المحافظة الواعدة.
عبدالله الجعيدي - الخرج