يبدو أن (البرازيليين) استفادوا من تجربتنا، ونظموا هذا الأسبوع أكبر عرس جماعي لنحو (4 الآف شاب وشابة)، ضمن حفل أقيم في مدينة (ريو دي جانير) حضره 12 ألف مدعو، لمساعدة الشبان ذوي الدخل المحدود، على تأمين تكاليف حفل الزفاف!.
في فبراير الماضي، احتفلت كوريا الجنوبية أيضاً بزفاف (2500 عريس وعروس) في ليلة واحدة، حتى تحول مكان الحفل إلى ما يشبه مُدرجات كرة القدم، وسط التشجيع والتصفيق!.
هل يمكن أن تتغير (عادات السعوديين) الرتيبة، في تنظيم حفلات (زواجهم الجماعية)؟!.
الصيف الماضي، قرر شاب من (جزيرة فرسان) الزواج بطريقة مُختلفة، فبعث برسالة عبر (الواتس أب) يعلن فيها لشبان (الجزيرة) أنه سيتزوج بمبلغ (خمسة الآف ريال)، ويبحث عن (عرسان) يتكاتفون معه بذات المبلغ، لينظموا - أول حفل جماعي في فرسان - التي نسيتها على ما يبدو جمعيات (مُساعدة الشبان) على الزواج، وبالفعل نجح الشاب (يحي مساوي) بإقناع (38 شاباً) آخرين على الزواج بذات الطريقة، وفي ليلة واحدة، ليتزوج كل واحد منهم بمبلغ (خمسة آلاف) ريال، بدلاً من ستين ألف ريال، كان سيدفعها لوحده ؟!.
بطول البلاد وعرضها هناك العشرات من (حفلات الزواج الجماعية) التي تنظمها (الجمعيات الخيرية) مشكورة، دون الرجوع إلى أصحاب الشأن لمعرفة احتياجهم، وأفكارهم، وما يناسبهم اجتماعياً وفق عاداتهم وتقاليدهم!.
أنا شخصياً حضرت حفلات زواج أقيمت في (جازان، والأحساء، والقصيم، والرياض، وأبها، والجوف، وتبوك.. الخ) من مناطق المملكة، ولم أشعر يوماً أنني بالفعل حضرت مناسبة (زفاف) تدرون لماذا ؟! لأن الجمعيات تنظم حفلاً يتحدث عن منجزاتها، وما تقدمه للشبان (بكلمات خطابية)، ثم توزع (شيكات المساعدة) على العرسان، ودروع تكريم للداعمين، وكأنك في حفل (رسمي)، والنتيجة أن الكثير من العرسان يعودون (للمربع الأول) ليقيموا حفلاً خاصاً - فيما بعد - يدعون فيه معارفهم وأقاربهم على طريقة المثل الشعبي (كأنك يا بو زيد ما غزيت)؟!.
إذا أردنا استمرار الفكرة بنجاح، فلندخل عليها شيئا من البهجة، والفرحة الاجتماعية المُتعارف عليها، بجلب (فرق شعبية)، وشعراء، ورقصات حتى يشعر العريس أنه أقام (حفلة ليلة العمر) بالفعل!.
الخواجات طبقوا فكرتنا (باجدعها زفة)!.
وعلى دروب الخير نلتقي.