خدمة المناطق الزراعية مهمة رئيسة لتعزيز إنتاجيتها، وتجارتها الخارجية، وشبكة الطرق والمواصلات اليوم هي نقطة الانطلاق أو الانغلاق، وإذا لم تخدم هذه المناطق الزراعية بشكل جيد، فإن ذلك سينعكس سلباً على بيئة العمل، ويضاعف من البطالة، فيما التوجيهات الملكية السامية تدفع باتجاه توطين العمل، وتشجيع الإنتاج وتطويره، وهذا لن يكون ما لم تكن شبكة الخدمات متميزة، وبخاصة شبكة الطرق الزراعية.
والمجمعة مدينة حيوية وإستراتيجية وهي عاصمة منطقة سدير، وتقع في وسط بلادنا الحبيبة بين الرياض والقصيم، وحفر الباطن على مفترق الطرق الدولية، اشتهرت بزراعة وإنتاج التمور والحبوب والخضار والأعلاف، والبطيخ بأنواعها منذ القدم، حيث كانت تصدر المنتجات الزراعية وبخاصة التمور إلى المناطق المجاورة، وبالذات الكويت، ودول الخليج العربي الأخرى، وكانت ممراً لتجارة تلك الدول، وجعلت القوافل التجارية التي تجوب منطقة سدير مدينة المجمعة مركزاً لها في ذلك الوقت.
واليوم أصبحت المجمعة محافظة كبيرة جداً، يقودها أمير شاب دمث الأخلاق - الأمير عبد الرحمن الفيصل - حفظه الله - وفيها مجلس بلدي نشط ومتابع، وتضاعف عدد سكانها عشرات المرات وأنشأت الدولة فيها المشاريع الكثيرة من المدارس والجامعات، والمستشفيات والخدمات الحكومية الأخرى، والبنوك الزراعية والتجارية التي تخدم المواطن، وأصبحت المجمعة تزخر بمختلف المجالات التعليمية، والصحية الزراعية والتجارية والصناعية، وصار لها رواج عظيم، ونجاح مثمر في ظل الأمن والرخاء الذي تعيشه مملكتنا الحبيبة، تحت قيادتنا الرشيدة.
وللمجمعة مستقبل واعد، ومثمر في مجال الزراعة، لخصوبة أراضيها الزراعية، وكثرة الواحات البرية، والمياه الجوفية، وتوفر الأمطار الموسمية، ولكن المجمعة يا معالي الوزير تعاني من تعثر في بعض مشاريع الطرق الزراعية مثل طرق الرويضة، والخيس، والعمار، والحمادة، وسد المجمعة وروضة جوي، وطرق حرمة الزراعية، وأصبح هناك معاناة يومية لمرتادي هذه الطرق من المزارعين لكثرة الحفر والمطبات وانسلاخ الطبقة الإسفلتية، وقد تم الرفع لمعاليكم من قِبل المزارعين والأهالي والمجلس البلدي عدة مرات بإعادة سفلتة هذه الطرق، ولم ينفذ منها إلا القليل حتى تاريخه.
هناك عدة معاملات دائرة منذ سنوات يا معالي الوزير بعضها معتمد ولم يتم تنفيذها بعد، على سبيل المثال طلب خاص بازدواج طريق الرويضة المجمعة مخرج (17) وهو مدخل محافظة المجمعة الشمالي, والرابط بين المجمعة وطريق الرياض السريع, ويُعتبر الشريان الرئيس للمجمعة, فهو يخدم الكثير من أصحاب المزارع في المحافظة، لكنه يمثّل خطورة على مستخدميه، حيث إنه مسار واحد وغير مزدوج، وقديم وذو تعرجات خطيرة تسببت في وفاة بعض الأهالي والمزارعين, وقد تم اعتماده كطريق مزدوج من فترة طويلة، لكن لم ينفذ إلى الآن، والمزارعون قلقون على أرواحهم، ومحاصيلهم الزراعية، وينتظرون أن تنتهي معاناتهم اليومية بتنفيذ ازدواج الطريق في أقرب وقت ممكن.
الوضع الحالي خطير جداً، ويشعرك بتهالك بعض الطرق خصوصاً في هذه الأيام موسم السيول والأمطار، وما زال الأمل قائماً يا معالي الوزير على الرغم من الانتظار، حيث يُعتبر طريق المجمعة الرويضة مسلكاً دائماً لأصحاب المزارع، يقصده المزارعون والأهالي كل يوم، فهو بحاجة ماسّة للصيانة والترميم، لأن عمر الطريق الافتراضي قد انتهى منذ سنوات، والوزارة وفرع المجمعة على دراية بذلك، كما أن هناك متابعة دائمة من رئيس وأعضاء المجلس البلدي في محافظة المجمعة، حيث تم فيها مقابلة معاليكم بهذا الخصوص.
الإمكانات متوفرة وخيرات البلاد كثيرة، وكلنا أمل يا معالي الوزير في تنفيذ وإتمام مشاريع الطرق الزراعية المتعثرة في محافظة المجمعة، وبخاصة المعتمدة تلبية لطلبات مزارعي وأهالي المجمعة، ورئيس وأعضاء المجلس البلدي، وإدراج الطرق الأخرى ضمن مشاريع الوزارة الحالية وتنفيذها في أقرب فرصة ممكنة، وإنهاء معاناة المزارعين اليومية، شاكرين ومقدرين لمعاليكم وللوزارة الجهود الجبارة التي تبذلونها في تطوير مشاريع الطرق في جميع أنحاء المملكة بتوجيهات كريمة من حكومتنا الرشيدة - أعزها الله -.