للقصيدة حين برقها ورعدها وهطولها الأول على أوراق الشاعر رجفة جميلة ورعشة مغرية جذابة.. في السابق كان الشاعر في الغالب قبل أن يلتقط أنفاسه من عناء كتابة قصيدته الجديدة يبحث عن أقرب الزملاء والأصدقاء ليسمعهم زائرته التي لم يتخلص بعد من تأثيرها النفسي والفني وكانت ردود أفعال ممن استمعوا للقصيدة في تكوينها الأول صادقة ومحفزة وناقدة بإخلاص وتجرد.. كان ذلك قبل أكثر من عقدين من الزمن وكان الهاتف الثابت هو الوسيلة الأهم بل الوحيدة تقريبا لإيصال قصيدة الشاعر لمن اراد.. كانت لحظات جميلة بين الشعراء والمتذوقين حينها كان يتباشر الشعراء فيما بينهم مع ولادة كل قصيدة جديدة لدى أحدهم وكانت القلوب والصدور رحبة نقية مهيأة للابتهاج بمثل هذا الحدث والاحتفال به.
عشت مثل هذه المواقف كثيرا وقمت بذات العمل مرات عدة مع كوكبة من الزملاء والأصدقاء من الشعراء والمتذوقين.. تفاعلوا معي وتفاعلت معهم مرات ومرات مع كل قادمة جديدة.. كانت لحظات جميلة لا يمكن أن تنسى ولولا كثرة الأسماء وخشية نسيان البعض لذكرت كل الجميلين الذين تقاسمت معهم دهشة القصيدة في إشراقتها الأولى.. لم أكن أنا وهؤلاء الأصدقاء والزملاء استثناء كان جل الشعراء في تلك الحقبة يمارسون المتعة ذاتها وينتشون بنفس الفرح الجميل.. وقتها كانت وسائل التواصل لم تر النور وأجمل تلك اللحظات ماكان قبل الإنترنت والهاتف النقال!.
مثل هذا الاحتفاء والبهجة حين كتابة قصيدة جديدة تراجع كثيرا وأصبح أقل حرارة وبهجة من وجهة نظري ولهذا التراجع والخفوت أسبابه التي لا تخفى على الجميع.
خطوة أخيرة: لـ(حمود البغيلي)
ياكثر ماقلت: باسوي وباسوي
ومافيه شي ٍ من اللي قلت سويته