اليوم يخوض الأخضر مباراته في دور الأربعة أمام شقيقه الإماراتي سعياً إلى بلوغ النهائي ومن ثم العمل على تحقيق اللقب (إن شاء الله).
** المهمة بطبيعة الحال ليست سهلة، ولكنها ليست مستحيلة، ولاسيما إذا ما استشعر واستحضر الجميع حجم المسؤولية وقيمة كون المناسبة تقام على أرضنا وبين جماهيرنا، وإن كانت الخليج كلها أرضا واحدة.
** اليوم لا عذر لنجومنا عن تقديم مهر بلوغ النهائي وهم بلا شك يمتلكون مقومات تقديم هذا المهر، شريطة أن يرتقوا فوق الأصوات المحبطة التي تبثها دكاكين الفضاء وأعمدة الصحف بألسن وأقلام سعودية؟!.
** كما لا عذر اليوم لجماهير الوطن في أن تتسامى فوق المساعي المفضوحة الرامية إلى سقوط منتخبها انتصاراً لأهداف ومواقف من يقفون خلف تلك المساعي.. لا عذر للجماهير الوفية في عدم الحضور لدعم ومؤازرة الأخضر،كما عودتنا دائماً، ولتأخذ الدرس والعبرة من الجماهير اليمنية التي ما انفكت تؤازر منتخبها بكل أحاسيسها الوطنية رغم يقينها باستحالة تحقيق اللقب على المدى المنظور.
** يعني باختصار: لا تلتفتوا لأي متخاذل يقول (لا علاقة لكرة القدم بالوطنية) فالوطن كل لا يتجزأ، ودعمه في أي مجال ومن أي موقع هو واجب تحتمه الوطنية الحقّة.
بالتوفيق للأخضر (إن شاء الله) في مهمته.
شرّ البلية ما يُضحك !!
** يقول أحد الفلاسفة: إذا رأيت القوم يتقاذفون التهمة ذاتها حول قضية ما، كل طرف يلقيها على الآخر دون البحث الجاد عن أسبابها ومن ثم بحث الحلول، فاعلم أنك أمام أحد ثلاثة أسباب: إما لانعدام الرُشد، أو لنقص الشجاعة، أو أن ثمة من هو مستفيد من بقاء الأمور على حالها وبالتالي فهو يعمل على أن تظل المشكلة قائمة لأبعد مدى ممكن؟!.
** المراقب الحصيف لتعاطينا مع معظم قضايانا الرياضية في هذه الآونة، لاشك في أنه قد أدرك يقيناً بأن تحولها من قضايا قابلة للحلول ولاسيما المفتعلة منها، إلى معضلات مستعصية، وأن ذلك لا يعود فقط لبسط نفوذ أحد أسباب فيلسوفنا الثلاثة التي أوردناها آنفاً على المشهد.. وإنما لبسط نفوذ وسطوة الأسباب الثلاثة مجتمعة؟!.
** انظروا إلى تعاطينا مع همّنا العام (المنتخب)، كيف تحول إلى مزاد الرابح فيه مجهول والخاسر وطن.. انظروا إلى تعاطينا مع مدرب المنتخب رغم أننا وسط معمعة كأس الخليج، وفي ظل التأهل لنصف النهائي وتصدر المجموعة.. انظروا إلى ما يجري في استوديوهات التهريج والوناسة الفضائية من إسفاف، ومن تصفية حسابات وتشفّيات الغرض منها كسب مدرج النادي على حساب المنتخب وعلى حساب المناسبة الوطنية الكبرى.. انظروا كيف أن أحد البرامج قد تم تخصيصه بالكامل لنقاش الجوانب المتعلقة بشؤون المنتخب، وفيما المذيع يتحدث عن المنتخب الوطني بوجدانية وحميمية صادقة تنهال عليه رسائل (العالمية صعبة قوية) فيضحك المذيع على طريقة (شر البلية ما يضحك)، ثم يأتي من يقول: أين الجماهير عن مساندة الأخضر دون أن يحدد: هل يقصد جماهير (العالمية صعبة قوية) التي تحولت إلى (سيدناوية)، والتي يبدو أنها ما تزال مشغولة بنحر (البُدن) ولم تفق بعد من نشوة الانتصار، أم الجماهير المشغولة بموسوعة (جينيس)، أم الجماهير التي وصمتها إحدى النشرات (الصفراء) بـ(المكروهة) في مساعيها التكريهيّة الكريهة لشق الصف من خلال تكريس: هذا كاره، وذاك مكروه، ليتم مكافأة رئيس تحريرها بالراحة لمدة خمسة أيام عن ممارسة سفهه وأحقاده، بدلاً من الأخذ على يده ومنعه نهائياً من مزاولة مهنة الصحافة التي يُفترض أنها لا تتشرف بأمثاله؟!!.
** فليعلم الذين تفاجأوا، أو الذين تظاهروا بفجائية تدني مستوى الحماس الجماهيري مع الأخضر مؤخراً بأن الجماهير ليسوا (دُمى) متحركة لا إحساس فيها، وبالتالي هم لا يتأثرون بما يجري ويطرح عبر وسائل الإعلام المتهافت الذي تهمّه مصلحته فقط ولا يعنيه على حساب مَن، بمعنى: أن الذنب هو ذنب من يتصدّرون المشهد، ويقودون الرأي العام الرياضي، وليس ذنب الجماهير المغلوبة على أمرها.. فلو تم وأد كل صوت مريب (خبيث) دافعه الكراهية والحقد على المجتمع ككل، لما شاهدنا ما نشاهده اليوم من انفلاتات، ومن تحريضات ودسائس هدفها أبعد من مجرد الفوز والخسارة بمباراة في كرة القدم؟!!.
** أنتم يا من تصدّيتم للفتوى وقاتلتم عبر وسائل الإعلام وصنّفتم درجات ومعايير الأحاسيس والواجبات الوطنية (هرباً)، فأقنعتم المدرجات بأن لا علاقة لكرة القدم بالوطنية من قريب أو بعيد.. ثم نراكم اليوم تذرفون دموع التماسيح إزاء العزوف الجماهيري عن مساندة المنتخب باعتباره شأناً وطنياً.. هذا التناقض العجيب المريب، ألا يفضح مكنوناتكم، وأن مسألة تجريدكم لكرة القدم من رمزيتها كواجهة حيوية تستحق شمولها بشيء من الحس الوطني، لم تكن بريئة، وإنما كانت بدوافع خبيثة.. إذ لولا فتاواكم، ولولا دسائسكم، ولولا انحياز كم المشبوه لمعسكر الفاشلين الذين دأبوا على تعكير الأجواء ومحاربة المنتخب سراً وعلانية منذ سنوات متذرعين بحجج البلداء، فضلاً عن محاربة الناجحين من الفرق الأخرى.. لرأيتم الجماهير تقف خلف منتخبها كالعادة بكل قوة وبدون توسل أو تسوّل؟!.
** وهنا أتساءل ببراءة أو بدونها، اعتبروها ما شئتم: ما الذي يضير الوطنية، أو ما الذي ستخسره لو اعتبرنا دعم ومساندة أي فريق سعودي يمثلنا خارجياً، في عِداد أدنى الواجبات الوطنية دون أن نفرضه على أحد، بدلاً من تسويغ وتبرير دعم ومساندة الأغراب ضده كما شاهدنا -مع شديد الأسف- والذي ألقى بظلاله على التفاعل الجماهيري مع المنتخب في سابقة سيئة، في مقابل السؤال الذي يقول: ما هي المكاسب التي حققتها الوطنية من وراء التباهي بالتحريض ضد الهلال مثلاً في مهمته الآسيوية الوطنية مؤخراً، أكثر من منح المحرضين أوسمة الشجاعة التي تشبه في معانيها وقيمها بعض جوائز (جينيس) الأخيرة!!!.
** الحقيقة التي لا يرغب مثيرو الفتن والمشكلات في وسطنا الرياضي أن يعوها هي: أن جماهير المنتخب هي في الأساس جماهير الأندية.. وأن النجوم الذين يمثلونه هم نجوم الأندية، أي أنه لا يوجد نجوم وجماهير خاصة بالمنتخب، وبالتالي فإن العمل على إثارة أسباب التناحر والتكاره بين الأندية وجماهيرها سينعكس حتماً على التعامل مع المنتخب؟!.
**الكثير من هذه الظواهر سأتناولها في قادم الأيام، وبالشواهد والأدلّة (إن شاء الله).
بيت القصيد:
والله يا لولا رجالٍ ما تحج رجال
ولولا زنود النشاما ما تعيش زنود