عندما استحسن العقلاء فكرة العمل على محاربة ومناهضة الاحتقان المتنامي - بفعل فاعل - في وسطنا الرياضي، من خلال القيام ببعض المبادرات البسيطة وغير المكلفة، كدعم الفرق السعودية التي تمثلنا خارجياً، من قِبل أنصار ومريدي باقي أنديتنا معنوياً، كتعبير عن التلاحم الوطني والارتقاء فوق سفاسف وصغائر الأمور، أو التزام الصمت على أقل تقدير، فكان أن استجابت - مشكورة - معظم الأندية والجماهير، وعبّرت عن دعمها عملياً سواء للهلال أو الاتحاد، من خلال تسيير الحافلات، والتعاون في بعض المسائل المتعلقة بنقل أو تقديم بعض المباريات، معتبرة ذلك مساهمة وطنية لن تنتقص من شأنها أو من مكانتها، بل على العكس تماماً، فقد حظيت باحترام وتقدير السواد الأعظم من المجتمع الرياضي، الذي يسعى ويتطلع العقلاء والأسوياء فيه، إلى إزالة كل ما علق به من تشوهات متعمّدة مع سبق الإصرار والترصد.. إلاّ أنّ بعض الأصوات الإعلامية المحسوبة على ناديين محددين، ذهبت في الاتجاه المعاكس.. مما يوحي بأنها اعتبرت وصف هذا المطلب بـ الوطني (سبّة)، ولهم في ذلك فلسفات وتبريرات مشتركة تشكّلت مؤخراً مع ما تشكّل معها من قناعات وفلسفات مشتركة أخرى هي في الواقع خراج الانتخابات؟!!.
- أهم تبريراتهم تلك: أنهم أدرى وأعلم من غيرهم بشروط ومتطلبات الوطنية الحقّة، وبالتالي هم ليسوا بحاجة إلى من يبصّرهم بها.. وبحسب هذه التبريرات فإنّ لهم ميادينهم الأخرى التي يثبتون عبرها ومن خلالها بسالتهم الوطنية دون أن نعلم ما هي تلك الميادين (الله يرحم مزنة)؟!!.
- على فكرة: من يعجز عن السهل فهو عن الصعب أعجز.
- نحن لا نمارس التشكيك في وطنية أحد، إنما هم من وضعوا أنفسهم موضع شك، كما أننا لا نزايد على الوطنية بأي حال، ولكننا نتساءل: شق الصفوف، وتأليب الدهماء وحثّهم المبطن على مناصرة الغرباء ضد إخواننا وأهلنا، وتسويغ العدائية والكراهية بين شرائح وأطياف المجتمع الرياضي الذي يزيد في حجمه عن نصف المجتمع ككل.. هل هذه هي الوطنية التي يؤمنون بها، ويستميتون في سبيل فرضها كواقع وكثقافة اجتماعية أياً كانت المبررات والذرائع؟!!.
- وطالما أنهم يعتبرون مسوغات الوطنية التي لا تتوافق مع أمزجتهم (سبّة) وبالتالي فهم يترفعون عن ممارستها، نقول لهم : طالما أنها أزعجتكم.. بلاها الوطنية، ولكن أينكم من قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:
(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذِ جاره.. ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت) أخرجه البخاري ومسلم.. فهل كفّوا أذاهم عن أهلهم وجيرانهم، وهل قالوا خيراً، أم أنهم بتصرفهم هذا وبدافع من حقدهم قد أوغلوا في الإيذاء، وولغوا في إناء الكراهية حتى الثمالة، وأغلب الظن أنّ يأسهم من أنّ فرقهم المفضلة أعجز من أن تبلغ مراتب شرف تمثيل الوطن هو ما دفعهم إلى الشذوذ عن قاعدة الفطرة السليمة بكل وقاحة؟!!.
- ما لم يحسب حسابه أولئك (الغربان) أنّ لكل فريق من الفرق القادرة على بلوغ مراتب شرف التمثيل الوطني خارجياً جماهيرها التي تدعمها وتؤازرها، بدعم ومساندة من شرفاء وسطنا الرياضي، وبالتالي فهي ليست بحاجة إلى فزعاتهم، كما لن يضيرها (نعيقهم)؟!!.
- تخيل يا رعاك الله أنّ وسطنا الرياضي عموماً مُصاب بهذه اللوثة (لا قدر الله)، ثم تخيل مباراة تقام على أرضنا بين فريق سعودي وآخر أجنبي، وبنظرة إلى المدرجات تجد أن نصف الجماهير السعودية تقف بكل قوة إلى جانب الفريق الأجنبي ضد الفريق السعودي.. بل ربما يتطور الأمر إلى مستوى استنهاض الجماهير لمؤازرة الأجنبي عبر وسائل الإعلام!!.
- لا أحد يطالب أولئك (المرضى) بأن يكونوا شرفاء ولا سيما بعد أن ثبت شرعاً استحالة ذلك، ولكن من واجب الأسوياء أن يقولوا لهم : أمكثوا في جحوركم، وكفى تلويثاً لأخلاقيات شباب المجتمع بمثل هذه الممارسات الشاذة.. احتفظوا بغلّكم وأحقادكم على المجتمع في أنفسكم، دعوا المجتمع النظيف يمارس واجباته تجاه بعضه بعضاً ولو بكلمة طيبة يتبادلونها.
المعنى
مهما ظهر بالجو غربان ورخوم
الحُر يبقى حُر ما يقبل الدون
وطير الجيف عند الجيف دايم يحوم
طبعه كذا لو يغسلونه بصابون