** حتّمت الإجراءات الروتينية أن يكون هذا المقال على طاولة الزملاء في الجريدة مساء يوم الجمعة.. أي قبل اللقاء المرتقب بين الهلال وسيدني الأسترالي على نهائي القارة بأربع وعشرين ساعة، وبالتالي فسيخلو من أي شيء يتعلق بالمباراة وأحداثها إلاّ من بعض التساؤلات على غرار العنوان أعلاه.
** السواد الأعظم من الجماهير السعودية والعربية، وهي التي لا تشكو من (العِلل) النفسية، شاهدناها تقف إلى جانب ممثلها، وتتمنى له الكسب لكي تستعيد الكرة السعودية بعضاً من وهجها وأمجادها التي فقدتها خلال العقد الأخير من الزمن بفعل سوء التدابير.
** لهذا أتساءل: هل كان يوم الأمس عربياً سعودياً.. وهل ترجم الزعيم المعطيات المتوافرة والمتاحة إلى كسب ليس بالغريب ولا المستغرب عليه.. فهو عرّاب الألقاب الآسيوية وزعيمها دون منازع.. أم أن الأمور قد جرت في غير مجراها الطبيعي، أي أن (المجنونة) واصلت تمردها وغدرها على غرار ما شاهدناه في لقاء الذهاب؟!.
** عموماً، وفي كلتا الحالتين، أي سواء فاز الهلال وهو المأمول (بحول الله وقوته) أو خسر (لا قدر الله) فلن يكون ذلك نهاية الدنيا.. وسيواصل الركض إما لإضافة المزيد، أو للتعويض، لاسيما وأنه (أُمّة)، والأمم عادة لا تتوقف تطلعاتها وطموحاتها عند نقطة معينة.
** شخصياً أنا متفائل جداً، وذلك قياساً بما يمتلكه الزعيم من مقومات الكسب، إدارياً، فنياً، عناصرياً، جماهيرياً.. شريطة تسخير مجمل هذه المعطيات والمقومات وترجمتها إلى واقع ميداني.
حُرّاس الفضيلة (يخزي العين)؟!
** لا يبدو فقط، بل من المؤكد أن كل شيء قد أضحى رهن الأهواء والميول والمصالح المشتركة وكذلك الخاصة في وسطنا الرياضي الذي اختلط فيه الحابل بالنابل، فلم نعد نعرف من هو النزيه ومن هو المشكوك في أمره؟!.
** بالأمس القريب : خرج عبر الفضاء أحد رؤساء الأندية -عامداً متعمداً- النيل من منتخبنا المعسكر آنذاك استعداداً لمهمة وطنية، متهماً بعض عناصره بتعاطي المنشطات، في اتهام ضمني للمنظومة الإدارية التي تدير شؤوننا الرياضية بالفساد من خلال التواطؤ في عدم إدانة تلك العناصر بجرمها والتستر عليها؟!.
** وبالأمس الأقرب: خرج أحد أعضاء الشرف لذات النادي عبر إحدى الصحف الإلكترونية التابعة لإحدى المؤسسات الصحافية الكبرى للقيام بذات الدور الذي اضطلع به رئيس ناديه تجاه عناصر معينة تمثل المنتخب، وزاد على طينة الرئيس بلّة الاتهام بتخاذل تلك العناصر في تمثيل المنتخب؟!.
** هذان أنموذجان فقط من سلسلة كوارث اُرتكبت بحق وسطنا الرياضي على مدار السنوات القليلة الماضية.. تلك الكوارث التي تحول إزاءها أدعياء حراسة الفضيلة إلى حراسة (الفضيحة) فكانوا بين أخرس أبكم، وبين أعمى لا يبصر.. وحين حاول نائب رئيس الهلال التحذير من ممارسات بعض الحثالات الرامية إلى إفساد المناسبة الكبرى، والتي دأبت منذ زمن بعيد على ممارسة هذه الأنواع الغوغائية والتخريبية، وحرصهم على التطفل على موائد الهلال بدليل تسريب المقطع الذي لا يمكن أن يكون من سربه هلاليا، عندها تقافز أولئك الحراس (يخزي العين شو معدّلين) للمطالبة بمحو أثر الحميداني؟!!.
** أنا لا أنافح عن نائب رئيس الهلال.. ولا أقر ما صدر منه بأي حال، ولكنني أتعجب من قدرة أولئك الصنف من البشر على ممارسة التلوّن وتبديل الجلود، وحتى على التبرّع بالمواقف والذمم!!
شوارد:
** الفرق بين الزعيم وبين غيره هو أن الهلاليين إذا فازوا تعاملوا مع الفوز في إطاره الطبيعي، وإذا خسروا تعاملوا أيضاً مع الخسارة في إطارها الطبيعي باعتبار الكسب والخسارة من ثوابت التنافسات، في حين أن بعض الناس إذا فازوا ملأوا الدنيا صخباً وضجيجاً وعنطزيات.. وإن خسروا (وسّخوا ولوثوا) الأجواء بإفرازاتهم وعاهاتهم الفكرية.
** أنا على يقين من أن الرئيس النصراوي لم يكن يرغب الرد على (طقطقة) محمد نور لولا أنها مورست عليه بعض الضغوط للرد، لذلك جاء رده بالقول: أن (النصر قد جعل منك حارس) وحتماً ذلك الرد لم ولن يشفي غليل مصادر الضغط لأنه ليس فيما قام به نور ما يعيب عندما حل محل الحارس المبعد؟!.
** على خلفية أحداث (زعبيل)، لم يقولوا لا شأن للوطنية بهكذا أمور.. وإنما جعلوا منها (جنازة) شبعوا فيها لطماً، وجعلوا منها منتخىً ومتكأً وطنياً، بل أنهم ذهبوا إلى أبعد من ذلك.. واليوم يخرجون على الملأ ليقولوا : الوطن أكبر من أن ندعم ممثلنا خارجياً ولو بالصمت كأدنى وأضعف درجات الحياء؟!!.
** في إطار (الانبعاج) الذي طرأ على تعاطي بعض الإعلاميين الأهلاويين في أعقاب الانتخابات، وبالأخص أصحاب ( النّفَس القصير والمطبلاتية)، ولكي يسوغوا لأنفسهم ممارسة (الفشيلة والخذيلة) تجاه ممثل الوطن (الهلال) خارجياً، ذكروا بأن هناك من أنشأ (ها شتاقات) ضد الأهلي إبّان مشاركته آسيوياً، ولكنهم لم يخبرونا عن مصادر تلك الهاشتاقات المزعومة، ظناً منهم بأن المتلقي من خلال هكذا أعذار، قد لا يفطن إلى أن ما قاموا به إنما هو نتيجة ضغوط وإملاءات من قِبل الحليف الجديد، ونسي هؤلاء أن اللغة الموحدة، والمواقف المشتركة بينهما مؤخراً، هي من فضحت كل شيء، وبالتالي فإن المتلقي ليس بحاجة إلى درجة عالية من الفطنة لكي يعرف الأسباب الحقيقية؟!!.