أرعبني التقرير الذي نشرته قناة «إم تي في» عن المخدرات الرقمية، وهي عبارة عن ملفات صوتية، يتم ترويجها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بواسطة شبكات منظمة، قادرة على الوصول إلى أهدافها من الشباب العشريني، وبيعهم تلك المنتجات الرقمية المخدرة، والتي تؤثر على مناطق محددة من الدماغ، وتخدره عن العمل، فيدخل الشاب حالة من الغيبوبة أو الانتشاء، تشبه إلى حد كبير الحالة التي يصل لها مستخدم الهيروين أو الكوكائين أو الحشيش.
مَنْ يطالب بعدم فتح هذه الملفات، لكيلا نلفت نظر شبابنا وشاباتنا لها، هو كمن يدفن رأسه في الرمال.. أبناؤنا وبناتنا على اطلاع مستمر بكل مستجدات الوسائط الإلكترونية، وربما قرأوا عن هذا النوع من المخدرات، ومن المهم جداً أن نكون يقظين ومستعدين للحوار معهم حول هذا الأمر، فهو ليس أقل خطراً من المخدرات العادية، وحسب بعض الإخصائيين النفسيين، فإن علاج إدمان المخدرات الرقمية، أصعب بكثير من علاج المخدرات العادية.
لن نمر على هذا الملف، دون ذكر إمكانية وجود مخطط لتدمير قدرات الشباب، فهي ليست تجارة إلكترونية فقط، بل تجارة وتدمير، كما هو الحال مع كل أصناف المخدرات التي سلبت قدرات نسبة لا يستهان بها من شبابنا، وهذه المخدرات لم تهبط من السماء، بل تم تهريبها وترويجها داخل المملكة من قبل شبكات إجرامية، هدفها ليس المال فقط. من هنا، فوزارة الداخلية هي من يجب أن يتعامل مع هذا الملف.