كانت حلقة مميزة للزملاء في برنامج «بدون شك»، والتي بثتها قناة «إم بي سي» ليلة الجمعة الماضية. وأظن أن جميع من شاهدوها أصابهم الفزع، وهم يرون الفتاة المسكينة «مروة» وهي تفقد وعيها بسبب انفعالها، لكونها تبلغ من العمر 26 سنة، وليس لديها حتى الآن ما يثبت هويتها.
المسؤولية بالنسبة لنا كمشاهدين، توزعت بين بيروقراطية الأحوال المدنية، وبين قسوة الأب الذي يبدو أنه يريد أن يعاقب الأم، عبر تهميش البنت وعدم السعي بجدية وراء إستكمال أوراقها. وعلى الرغم من بشاعة تصرف الأب، إلاّ أنني أجدها فرصة للتساؤل:
-لماذا يصر الأخوان في الأحوال المدنية، على جعل المعاملات المدنية البسيطة التافهة، تسير في نفس الطريق الذي تسير به المعاملات ذات الطابع الحساس المخالف ربما للأنظمة؟!
هذا السؤال يجب ألاّ يُسأل لقطاعٍ أثبت أنه الأفضل على المستوى المحلي في مجال التطبيقات التقنية، والتي فشل في استخدامها مَنْ هم متقدمون عليه بسنوات طويلة. ولذلك، فإنني وباسم كل من يعاني الأمرين بسبب وجود معاملته البسيطة في الطريق الطويل الذي لا يستطيع أحد أن يعقب عليه، أتوجه للوزير الأنشط محمد بن نايف، بأن يوجّه الجهة المعنية بوضع مسارين للمعاملات، مسار للمعاملات المعقدة ومسار للمعاملات البسيطة، التي قد لا يستغرق إنهاؤها أكثر من ساعات، ولكن بسبب وجودها في المسار الآخر، فإنها قد تنتظر سنوات.
أبو مروة قال في الحلقة التي شارك بها محمد الجاسر الناطق الرسمي للأحوال المدنية، بأنه ظل يراجع في موضوع ابنته لمدة 14 عاماً.