شعرت بمزيج من الحزن والاحباط، وأنا أشاهد شريط الفيديو الذي يعرض مقاطع لمرافقة عدد من الطائرات الحربية الإندونيسية لطائرة سعودية خاصة، وكيف تم تفتيش طاقم الطائرة واقتيادهم من قبل رجال الأمن إلى مركز شرطة المطار.
ما هي تهمة هذه الطائرة التي كانت تقل عدداً من المسؤولين، في رحلة من الرياض إلى إستراليا، مروراً بالأجواء الإندونيسية، يوم الاثنين الماضي؟!
يقول سفير المملكة في إندونيسيا مصطفى المبارك، في تصريح لجريدة الرياض: «يعود السبب إلى حصول الخطوط الجوية السعودية في المملكة على تصريح عبور لطائرة من نوع «جي فور»، وأعطي برقم مخالف للتصريح الأساسي، ما جعل السلطات الإندونيسية تجبرها على الهبوط وبقيت في المطار لمدة ساعات قبل معاودة إقلاعها». وأضاف: «ومن ثم طالبوا بدفع 60 ألف دولار، فطلبنا منهم السماح بمغادرة الطائرة أولاً، ومناقشة هذا الطلب لاحقاً».
لن أصف التعابير التي كانت تعلو وجه رئيس طاقم الطائرة السعودية، وهو يهبط رافعاً يديه. ولن أصف تعابير وجوه رجال الأمن الإندونيسيين وهم يفتشونه. سأترك الوصف والتعليق، للمسؤولين عن هذا الخطأ الذي لا يحدث في أقل مؤسسات الطيران خبرةً، فكيف بمؤسسة طيران عمرها أكثر من نصف قرن؟!
إن مسلسل الأخطاء لا يزال يتكرر، ومطلوب منا أن نتقبل ردود المسؤولين بأن مثل هذه الأخطاء تحدث في كل مكان، وأن «القادم أجمل»، دون أن نملك الحق في الحصول على تعريف محدد لهذا القادم ولهذا الأجمل!