(البيروقراطية) من أغـــــرب النظريات أسوأها وأتسعها، ويجب أن لا تكون مع بزوغ فجر الألفية الثالثة، لإنها معول هدم، وسحابة تخلف، ونظرية غير رابحة، وعملية وأد للكفاءات، ونغمة نشاز خنفشارية طنانة، ومعجم خداع، وهي ضد الإصلاح والنمو والتطور والارتقاء، لأنها سحابة رمادية كثيفة تحجب خلفها نور الإبداع والابتكار والأفكار الجديدة، وتسد منافذ الإرتقاء، أن جامعاتنا وتفرعاتها تضخ سنوياً إلى سوق العمل الآلاف المؤلفة من الكواكب النشطة، والعقول الطازجة النشطة، والتي تود الارتقاء بالبلد إلى كبد السماء، كلٌّ وفق مجاله وتخصصه، البروقراطية أصبحت نظرية مستهجنة في ظل هذه المخرجات التعليمية الهائلة، ولم تعد بطاقة رابحة في مواسم الركض العالمي، بل هي خنجر مسموم تؤدي بمستقبلنا إلى الضعف والوهن والانكسار، لقد آن الأوان أن تلتفت كافة مؤسساتنا المدنية والتعليمة الحكومية منها والأهلية، للتخلي عن هذه النظرية البائدة القديمة، وتهرع إلى استبدالها بنظريات أكثر لياقة ومرونة، عليها أن لا تدور في دائرة المكان نفسه، بل عليها أن تبتكر وتسجل مآثر تجديدية تغييرية خالدة، وفق قفزات نوعية عاجلة، بعيداً عن التلكؤ والتباطؤ والإذعان لرغبات الذات، على هذه المؤسسات بكافة تنوعها، أن تختار بدقة الفرشاة والألوان ونوعية الورق فائق الجودة الذي سترسم عليه صورة التغييرات والتجديدات المرتقبة، حتى يكون زيها وشكلها الجديد في أبهى حلة وأجمل رونق، بعيداً عن التداوي بالعقاقير البدائية، التي يجب أن ترفض وترمى، لأنها المسبب الرئيسي لإستفحال الأوبئة والأمراض، وتؤدي للانتكاسات الصحية المتنوعة، أن الأبواب ستكون مفتوحة على مصراعيها للنمو والارتقاء، والمسارات كلها ستكون متاحة أمام تبوأ المراكز الأولى، والشمس ستشرق بوضوح تام، وستقشع السحب الداكنة، ويأتي الضوء، وترحل العتمة، شريطة أن نتخلى عن النظرية البروقراطية المخيفـــــــة، ودهاليزهـــا المظلمة، ودروبها الضيقة، لأنهـــا جنين غير شرعي تحمله أحشاء المتخلفين والمتقاعسين والنائمين، وضد ههمم الذين يبتغون صعود قمم الجبال، ووضد الذين يودون الإنطلاق نحو فضاءات العمل الحر والإبداع والنمو والتطور، أن تطور منظومة العمل، وتجديد روحها، وابتكار عناصرها، يجب أن يحصل، ويجب أن يصل إلى ثكناتنا ومخادعنا ومضاجعنا وكافة مواقعنا ومؤسساتنا الخدماتية والتربوية، لأننا نعيش في عصر الديجتال، وسرعة المعلومة، ولفضاء المفتوح، لهذا يجب أن نكون قادرين على التعامل مع الأحداث والوقائع والابتكارات، بعيداً عن العمل التقليدي، أن سلاح العمل الجيد، هو الذي يحقق الأغراص والأهداف والنمو والتطور، وهو الذي يحسم الأشياء بثوان معدودة، من دون أن يتسسب في أي تأخير أو ضرر، ومن دون أن يصيب مؤسساتنا بعطب، كل ما في الأمر أن هذه المؤسسات في حال تطورها ولحاقها بالركب العالمي ستجد نفسها في تعداد الناجحين، وتستيقظ في اليوم التالي لتجد الناس تصفق لها بلا هوادة، وتكتشف بأنها قادرة على ممارسة التغير وتحقيق النجاح، إن التغيير مشروع الناجحين، والوقوف عند نقطة محددة ديدن الفاشلين، أن علينا أن نقطع شوطاُ كبيراً في إزاحة البيروقراطية وكل معاقات النجاح والعلو والنمو، إذا ما أردنا الفوز والرقي واللحاق بركب الآخرين، لأننا في وقت تسللت فيه طوابير المعلومة السريعة والتغيير الفائق إلى مضاجعنا وتفاصيل حياتنا من دون إستئذان.