ونحن نستعد لاستقبال الشتاء بمطره وبرده وساعات نهاره القصير والسمر في ليله الطويل المشحون بالشجن والعاطفة.. بواكير الشتاء وليله الطويل الموحي يطرح أمامي سؤالاً مهما عن الليل والسهر عند الشعراء ؟!. معظم الشعراء يحبون الليل ويعشقون السهر فيه.. الساهرون من الشعراء يرون الليل الصدر الحاني المنصت لنبضات قلوبهم وتجليات مواهبهم وتداعي هواجسهم ويعتقدونه الميدان الأرحب لخيول أفكارهم وأحلامهم.
في اعتقادي أن هدوء الليل وهدوء الناس.. أغلب الناس في الليل يمنح قرائح الشعراء والمبدعين عموماً قدرات جيدة للتأمل والتحليل واسترجاع الأحداث والمواقف ومن ثم التعامل معها شعرياً أو حتى الاكتفاء بمتعة تأملها والإبحار فيها.
السهر الذي أوجعه عدد الشعراء هجاءاً وذماً هو من مدحه بعض الشعراء وهو ذاته الذي فتح صدره لمن ذمه وهجاه أو مدحه ليفرغ ما في جعبته من إبداع وقصيد فهو كما يقول المثل الشعبي (المأكول المذموم)!. عند بعض الشعراء و(المأكول الممدوح) !! عند البعض الأخر!.
القصائد في الليل وعن الليل كثيرة ومتعددة وذات مسارب مختلفة وهي تأتي ضمن سياق الشعر والسهر الذي لا أثني عليه هنا ولا أذمه في الوقت ذاته لكني وجدته ساحة رحبة لركض الشعراء فاتوقفت عنده وأشرت إليه!.
خطوة أخيرة: لـ(امرؤ القيس)
وليل كموج البحر أرخى سدولهُ
عليَّ بأنواع الهموم ليبتلي
فَقُلْتُ لَهُ لما تَمَطّى بصلبه
وأردَف أعجازاً وناءَ بكلْكلِ
ألا أيّها اللّيلُ الطّويلُ ألا انْجَلي
بصُبْحٍ وما الإصْباحَ مِنك بأمثَل