يحق لكل مواطن أن يُفاخر بالصور المُشرّفة والإنجازات الباهرة المُتحققة خلال موسم الحج الماضي، كحلقة من سلسلة نجاحات سنوية تتميز بها الجهة المنظمة والمُشْرفة على أعمال الحج في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، بالتعاون مع كافة القطاعات الحكومية ذات العلاقة، وإني لأتوسم من كل مسلم على وجه الأرض أن يكون فخوراً بهذا المستوى من التنظيم والخدمات الراقية الموجهة لعموم ضيوف الرحمن؛ فكل ما تقوم به حكومة المملكة وشعبها من واجب الرعاية وجزيل الخدمات إنما هو نابع من إيمانها بأهمية تحمل المسئولية، وصدقها بأداء الأمانة بقدر ما تملكه من إمكانات وما تتوفر لديها من طاقات لنيل هذا الشرف العظيم، وهو مناط فخر كل المسلمين إذ إن المملكة في هذا الميدان تمثل عموم مسلمي العالم غير أنها تتفرد بتنفيذ المهام الجسام في كل موسم حج وعمرة، وتتواضع حين تشارك أمة الإسلام بالفخر والاعتزاز بكل الإنجازات الهادفة لخدمة وراحة وطمأنينة الحشود الكبيرة من ضيوف الرحمن التي توافدت ملبية بالتهليل والتكبير، أكبر حشد عالمي سنوي تشهده المشاعر كل عام وتستقبله حكومة خادم الحرمين الشريفين بالترحاب والإعزاز والتكريم بعالي الخدمات وأوفر الإمكانات، بلا منّ ولا أذى، ويشهد العالم بمنظماته وهيئاته بهذه النجاحات الملفتة المتوالية، وتأتي الإشادة المتجددة منها بأن الإعجاب لم يكن مصدره تكرار النجاح بل اتساع رقعة الخدمات وتطور وسائلها وتحديث آليتها عاماً بعد آخر، ناهيك عن التوسعة الكبرى في الحرمين الشريفين لاستيعاب المزيد من ضيوف الرحمن، كل هذه النماذج من المشروعات الضخمة قد لا يستشعرها الفرد العادي الذي لم يتعامل (رسمياً ومؤسسياً) مع حجم الأرقام والإحصائيات ورصد الأعباء والتكاليف وتزايد المصروفات وتضاعف الميزانيات التي ترصد سنوياً لهذا الغرض الشريف، إلاّ أن المتعاملين مع الجهات الرسمية والأهلية داخل المملكة وخارجها المهتمة بمثل هذه الأعمال ورصد إنجازاتها وإيجابيات نتائجها يدركون تماماً مدى الجهود الكبيرة والأعمال الجليلة المبذولة في هذا الاتجاه، ويفهمون جيداً أن المصروفات على هذا الشرف العظيم لا مردود مادي لها يذكر أو يمكن أن يُعوّل عليه، ومن هذا يزداد لدى الدوائر العالمية المراقبة للإنجازات في الحرمين ومشاعر الإعجاب والتقدير وتثمين كل ذلك لصالح قيادة المملكة والحكومة الرشيدة والشعب السعودي الذي يُكْرِم الوفادة ويُحْسِن الضياة.
وبهذا الصدد فقد استرعى انتباه العالم تلكم الصور المُشَرّفة التي أظهرها أبناء المملكة من موظفين عسكريين ومدنيين وكذلك عموم المواطنين منذ وصول وفود الحجيج حتى مغادرتهم بسلام آمنين، ومع كل أسف فقد حاول عديمو المسؤولية دون وعي بسوء أعمالهم تشويه الصور الجميلة تلك، بتصرفات وأعمال انتهازية فردية وأغلبهم إما مخالفين للإقامة والعمل أو متسللين موسميين، فمن الأجمل أن أصبحت صور رجال الأمن بكل القطاعات العسكرية أثناء موسم الحج حديث مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن تم توثيق جهودهم الكبيرة في مساعدة الحجاج وسقيا الظمآن والعديد من اللمحات الإنسانية بالمشاعر المقدسة التي وُثّقت بالصور والفيديو، وبالمقابل السلبي الذي ابتلينا به القبض على عصابات للسرقة، ومهربين للحجاج غير النظاميين، ومروجين ومهربين للممنوعات يستغلون انشغال أجهزة الأمن بأعمال الحج.