سر الطرافة هنا لا يكمن بنص العنوان أو احترافية صياغته، وإنما لما يرد بعده من مضامين الخبر أو القصة الخبرية، والعنوان هو قائد العين وصائد البصر ومقتنص القارئ إلى المراد من التدوين وما بين السطور، عناوين زاخرة بالفكاهة تارة وبالغرائب تارات أخرى، وفيها من العجائب ما يمكن إدراجه ضمن دوائر خوارق الأمور وما لا تصدقه أواسط العقول، وفيها ما يرسم الابتسامة وتقاسيم الانشراح على وجه قارئها، ومنها ما يجلب عكس ذلك، وإلى ما يدعو للتقصي والبحث عن تأكيد مضامينه وما يرمز إليه، أحداث لافتة وتصرفات عجيبة وردود أفعال من نفسيات هي الأعجب بهذا الكون المتقلّب المتموج بالأضداد والمتعاكسات، المشبع بالمتناقضات، تقلب صفحات الصحف تجد بها ما يروي عطشك للمرح والفكاهة دون عمد من صانعي الأخبار ومحرريها لاستدعائك للضحك؛ إنما هي الأحداث بمضامينها غير التراتبية أملت عليهم لأن ينقلوا لك كل جديد على مسرح الحياة سواء اقتنعت به أم لا، فغيرك كثير سيتأملونه ويحكمون على المضمون كل بقدر فهمه واستيعابه لحدود الحدث، ومواءمته للزمان والمكان الجغرافي المحيط به، فما تراه عين قد لا تراه عين أخرى، وتفسيرات العقول للظواهر والأحداث تختلف بتفاوت الفروق الفردية والملكات العقلية، إن كنا قد اقتربنا للتوافق الذهني العقلي النفسي لما تعنيه بعض العناوين؛ فدعونا هنا نستعرض معاً بعضاً منها، ونؤجل الجدل والاختلاف الفرعي حولها: فتاة سعودية بالطائف تدّعى أنها ستنجب طفلاً بدون زواج كقصة مريم العذراء، وترى أنه ليس من الصعب تكرار القصة، وفي (تتار ستان) الروسية أصدرت المحكمة قراراً بمنع كتاب (صحيح البخاري)، واعتبرته من الكتب الممنوعة (وتزعم) أن الأحاديث الموجودة فيه من المواد المتطرفة، وفي عنيزة فوجئ مواطن بخادمته التي استقدمها قبل أكثر من 8 سنوات وهربت بسنتها الأولى وأبلغ عنها؛ تطالبه برواتبها عن تلك المدة، وفي جدة نجحت دوريات الأمن بضبط باكستاني انتحل شخصية رجل بحث جنائي وسطا على عدد من المحال التجارية وسلب ما لديها، فاعترف بـ17 قضية (فقط)، كاتب سعودي يتهم (بعض) المعلمين والمعلمات بإهمال نظافة أجسادهم وأنهم سبب لنفور التلاميذ، وفي جدة و(للمرة الثانية) يتم القبض على وافدة إفريقية تورّطت في ممارسة السحر والكهانة وضرب الودع بمقابل مادي، وفي الرياض سجّل أحد مراكز الاستشارات الاجتماعية في المملكة، قضية اعتداء سعودية بالضرب على زوجها نتية رفضه الذهاب بها إلى السوق؛ في حادثة تكررت للمرة الثانية للسبب نفسه، بعد ذلك تلقى مركز (واعي) للاستشارات الاجتماعية ستة اتصالات من سعوديين اشتكوا من تعرُّضهم للضرب من زوجاتهم في أوقات سابقة، وفي (الخُبَر) ضَبَطَت دوريات الأمن فتاتين عشرينيتين من جنسيتين عربيتين؛ لسرقتهما سيارة والهروب بها في ساعة متأخرة من الليل، وفي جسر الملك فهد أوقفت السلطات البحرينية تيساً (حقيقياً) قادماً من السعودية مدة تسعة أشهر لأن الشؤون البيطرية لم توافق على دخوله، وفي مطار القاهرة ضبطت سلطات الجمرك 470 سلحفاة حيّة وصغيرة الحجم داخل أمتعة راكب قادم من دمشق (تأمل الرقم)، ولعلها كانت أمثلة منوّعة ومتفرِّقة تسمح بمزيد من التفكّر والعبرة، وتباين الحكم عليها.