ليلة ما فتئت الريحانة تبث فيها صوتها..،
جدول الماء يتثنى عند قدميها..
تغسل فيه أتربة ريح زارتها صبيحة أيام تكثفت بأجنحتها..
تمد للمساحة أذرعتها تشد عضد الماء..!
صغير اليمامة يتململ نافضا ريشه حد الجدول.. جوارها..
الليلة ترخي سترها..
تلمَّهما لكنها لا تقوى..
مصباح الشارع على الرصيف الموازي يتلصص..
ستر الليلة لا يقواه..
في الداخل رجل يتحايل على ذاكرته،..
يراوغ انهمارها بعناوين صحيفة تشيع قضها في زاوية ما من المكان..
تشاكسه الريحانة..
بجهد ينفض كومة المختبيء منها..
يهز زند ذاكرته ألا تفعل..
الصحيفة تضج بدلائها في داخله..
تكبُّداً يحاول أن يفصل بينهما..
الريحانة تعبث في زواياها.. وأركانها..
تفشي تفاصيلها..
تفشل ذاكرته في الانصياع..
يحتدم الصراع..
يتخلص من الصحيفة..
بعنوة..
ينتزع الريحانة نحو الأرض..
الجدول يحتويها..
فرخ اليمام يأوي إليها
في الماء تحتضنه
ونحيب يتسلق مصباح الشارع..!!