لم تَعُد الكرة مجرّد رياضة وتسلية محضة بل غدت صناعة تدار بالمليارات ودخلت حتى دهاليز السياسة وصار الاقتصاد عصبها، هي معشوقة الجماهير وهم مجانينها في شتى بقاع الأرض. منتخبات الدول الكروية صارت سفارات متنقلة قوية التأثير، تعكس حال دولها ودرجة تقدمها ورخائها بل واستقرارها السياسي أو العكس من كل ذلك.
والمتأمل لوضع كرة القدم لدينا وبعيداً عن صراخ التعصب وتشنج التشجيع الأهوج، يدرك أن هذه للعبة وكل ما يتعلق بها من إدارة وإعلام وتخطيط وحتى جمهور، يستنتج ضعف التخطيط وغلبة العواطف على العقلانية وانعدام المؤسساتية وشيوع الفردية في كثير من هذا القطاع. خذ مثلاً شهرة المنتخبات والأندية السعودية بسرعة إقالة المدربين قبل أن يأخذوا فرصتهم ويعتادوا على الأجواء والإمكانات الفنية للاعبين، أو حتى بعد خسارة الفريق لمباراة واحدة فقط في بعض الحالات، والأمر يسير لمن أراد التأكد من هذه الأمور، أليست هذه عاطفة هوجاء وغياباً للتفكير العقلاني والتخطيط الذي يستلزم الصبر وعدم استعجال النتائج والإنجاز، إلا بعد البناء والإعداد وتأهيل الكوادر الفنية والإدارية وحسن إدارة الموارد المالية. والظاهرة اللافتة وغير الجديدة حقيقة هي مسألة عرض المكافآت المالية وإغراء اللاعبين بها قبل المباريات الحاسمة!، أليس في هذا قتل للروح الرياضية والانضباط وربط الولاء بالمال، ثم بعد الهزيمة وهو أمر بديهي إن حصل فهي لعبة تحتمل الفوز أو الخسارة، يأتي الحط من هذا اللاعب أو ذاك أو الفريق كله ووصفه بانعدام الروح والإخلاص وما إلى ذلك، وينسى بعض من يكتب أو يدير أو يشجع، أنّ إسلوب التلويح بالشيكات للاعب من أقوى الأسباب لتهاوي الانضباط الرياضي والروح واللعب بإخلاص للمنتخب أو الفريق. وإذا تذكرنا الخلفية الثقافية والعلمية لبعض اللاعبين ولا أقول كلهم، ندرك مدى تأثير هذا الأسلوب (المادي) في الدعم والتشجيع. ونعرف المستوى الذي كانت عليه الكرة السعودية قبل تطبيق الاحتراف، ومستواها حالياً، وما ذلك إلا للتخبط والخلل الفاضح في مفهوم الاحتراف لدى بعض اللاعبين أو أكثرهم حتى لا نجامل أنفسنا، بل ولدى كثير من الإدارات في الأندية. وهناك في أندية أوروبا ومنتخباتها، وهي مثال يحتذى إذا كنا نريد كرة قدم احترافية، محاضرات نظرية ودروس علمية ونفسية وطبية للاعبين قبل نزولهم إلى الملعب للتدرب على الخطط الكروية والمهارات اللازمة لها. متى عرف السعوديون النجاحات القارية وأمسكوا بالكأس لأول مرة؟ أليس ذلك عندما قاد منتخب المملكة المدرب الوطني خليل الزياني وفي زمن اللاعبين الهواة أمثال ماجد عبد الله ومحيسن الجمعان ويوسف الثنيان وصالح خليفة ومحمد عبد الجواد وغيرهم؟. لدينا الإمكانات والموارد المادية والبشرية أضعاف ما كان لدينا زمن أولئك النجوم، فقط فتشن القيادات وعن الإدارة، وغلِّب العقل على العاطفة. متى ما شاعت ثقافة الابتسام عند الهزيمة والتواضع عند النصر وإنّ الخسارة ليست عاراً والفوز لا يعني احتكاره، عندها يبدأ اللاعبون والجماهير معهم يدركون كم هي كرة القدم رافد اجتماعي وترفيهي واقتصادي، والملاعب مرافق توعية وتثقيف للجمهور الذي يعد الأكثر حضوراً في الوطن العربي لمباريات الكرة، أليس هذا استثماراً بشرياً مهدراً؟!. أقول هذا ولا أعمم بالطبع فهناك أمثلة لاعبين وأندية وإداريين تتشرف بهم البلاد، ولكن البلاد تروم أن يتضاعفوا أضعافاً كثيرة. الملاعب صورة مصغرة لقطاعات اجتماعية وخدمية حكومية وخاصة، وهي نافذة على المجتمع أيضا، أي تخبُّط أو فوضى سواء داخل الملعب أثناء اللعب أو في المدرجات، هو انعكاس لثقافة هذا المجتمع ودرجة نضجه وتعليمه وأخلاقياته. وحتى من الناحية الفنية للعبة واللاعبين وطريقة التعامل مع المدربين واللاعبين وطنيين أو أجانب، واستعجال النتائج أو حتى اعتبار الفوز هو حق سماوي لنا دون الخلق أجمعين حتى لو لم نعمل ونخطط، كل هذا وغيره يعكس طريقة العمل والتخطيط إن وجد في كل القطاعات في البلد، ولذلك هذه السطور ليست تحليلاً رياضياً بحتاً، بقدر ما هي محاولة للتذكير بأنّ الحراك والإنجاز المجتمعي بكل ألوانه كلٌّ لا يتجزأ يؤثر بعضه في بعض، والله يرعاكم بكريم عنايته.
والمتأمل لوضع كرة القدم لدينا وبعيداً عن صراخ التعصب وتشنج التشجيع الأهوج، يدرك أن هذه للعبة وكل ما يتعلق بها من إدارة وإعلام وتخطيط وحتى جمهور، يستنتج ضعف التخطيط وغلبة العواطف على العقلانية وانعدام المؤسساتية وشيوع الفردية في كثير من هذا القطاع. خذ مثلاً شهرة المنتخبات والأندية السعودية بسرعة إقالة المدربين قبل أن يأخذوا فرصتهم ويعتادوا على الأجواء والإمكانات الفنية للاعبين، أو حتى بعد خسارة الفريق لمباراة واحدة فقط في بعض الحالات، والأمر يسير لمن أراد التأكد من هذه الأمور، أليست هذه عاطفة هوجاء وغياباً للتفكير العقلاني والتخطيط الذي يستلزم الصبر وعدم استعجال النتائج والإنجاز، إلا بعد البناء والإعداد وتأهيل الكوادر الفنية والإدارية وحسن إدارة الموارد المالية. والظاهرة اللافتة وغير الجديدة حقيقة هي مسألة عرض المكافآت المالية وإغراء اللاعبين بها قبل المباريات الحاسمة!، أليس في هذا قتل للروح الرياضية والانضباط وربط الولاء بالمال، ثم بعد الهزيمة وهو أمر بديهي إن حصل فهي لعبة تحتمل الفوز أو الخسارة، يأتي الحط من هذا اللاعب أو ذاك أو الفريق كله ووصفه بانعدام الروح والإخلاص وما إلى ذلك، وينسى بعض من يكتب أو يدير أو يشجع، أنّ إسلوب التلويح بالشيكات للاعب من أقوى الأسباب لتهاوي الانضباط الرياضي والروح واللعب بإخلاص للمنتخب أو الفريق. وإذا تذكرنا الخلفية الثقافية والعلمية لبعض اللاعبين ولا أقول كلهم، ندرك مدى تأثير هذا الأسلوب (المادي) في الدعم والتشجيع. ونعرف المستوى الذي كانت عليه الكرة السعودية قبل تطبيق الاحتراف، ومستواها حالياً، وما ذلك إلا للتخبط والخلل الفاضح في مفهوم الاحتراف لدى بعض اللاعبين أو أكثرهم حتى لا نجامل أنفسنا، بل ولدى كثير من الإدارات في الأندية. وهناك في أندية أوروبا ومنتخباتها، وهي مثال يحتذى إذا كنا نريد كرة قدم احترافية، محاضرات نظرية ودروس علمية ونفسية وطبية للاعبين قبل نزولهم إلى الملعب للتدرب على الخطط الكروية والمهارات اللازمة لها. متى عرف السعوديون النجاحات القارية وأمسكوا بالكأس لأول مرة؟ أليس ذلك عندما قاد منتخب المملكة المدرب الوطني خليل الزياني وفي زمن اللاعبين الهواة أمثال ماجد عبد الله ومحيسن الجمعان ويوسف الثنيان وصالح خليفة ومحمد عبد الجواد وغيرهم؟. لدينا الإمكانات والموارد المادية والبشرية أضعاف ما كان لدينا زمن أولئك النجوم، فقط فتشن القيادات وعن الإدارة، وغلِّب العقل على العاطفة. متى ما شاعت ثقافة الابتسام عند الهزيمة والتواضع عند النصر وإنّ الخسارة ليست عاراً والفوز لا يعني احتكاره، عندها يبدأ اللاعبون والجماهير معهم يدركون كم هي كرة القدم رافد اجتماعي وترفيهي واقتصادي، والملاعب مرافق توعية وتثقيف للجمهور الذي يعد الأكثر حضوراً في الوطن العربي لمباريات الكرة، أليس هذا استثماراً بشرياً مهدراً؟!. أقول هذا ولا أعمم بالطبع فهناك أمثلة لاعبين وأندية وإداريين تتشرف بهم البلاد، ولكن البلاد تروم أن يتضاعفوا أضعافاً كثيرة. الملاعب صورة مصغرة لقطاعات اجتماعية وخدمية حكومية وخاصة، وهي نافذة على المجتمع أيضا، أي تخبُّط أو فوضى سواء داخل الملعب أثناء اللعب أو في المدرجات، هو انعكاس لثقافة هذا المجتمع ودرجة نضجه وتعليمه وأخلاقياته. وحتى من الناحية الفنية للعبة واللاعبين وطريقة التعامل مع المدربين واللاعبين وطنيين أو أجانب، واستعجال النتائج أو حتى اعتبار الفوز هو حق سماوي لنا دون الخلق أجمعين حتى لو لم نعمل ونخطط، كل هذا وغيره يعكس طريقة العمل والتخطيط إن وجد في كل القطاعات في البلد، ولذلك هذه السطور ليست تحليلاً رياضياً بحتاً، بقدر ما هي محاولة للتذكير بأنّ الحراك والإنجاز المجتمعي بكل ألوانه كلٌّ لا يتجزأ يؤثر بعضه في بعض، والله يرعاكم بكريم عنايته.