يتحدى المئات من متمردي رواندا في شرق الكونجو إنذاراً بإلقاء سلاحهم في غضون ستة أشهر مما يزيد الضغوط على القوى الإقليمية وعلى قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة للقضاء تماماً على قوة ظلت في قلب صراع استمر 20 عاماً في إفريقيا. ومع انتهاء نصف المهلة التي وضعها زعماء إقليميون لم يلق متمرد واحد من متمردي الهوتو سلاحه ولا تزال المنافسة بين الدول الإفريقية تقوض آفاق القيام بعمل عسكري تقوده الولايات المتحدة ضد المتمردين الذين كانت رواندا طاردتهم في الكونجو. وقال مارتن كوبلر قائد مهمة الأمم المتحدة في الكونجو التي يبلغ قوامها 23 ألف جندي لرويترز «لو كان الأمر يتوقف علينا بالكامل لكنا نفذنا تفويضنا بتحييد الجماعات المسلحة.» وأقر كوبلر بتكتم بعض اللاعبين السياسيين لكنه أبدى ثقته في شن عمل عسكري إذا لم يجر الالتزام بالمهلة التي تنتهي في الثاني من يناير كانون الثاني. وكان متمردو الهوتو من جماعة القوى الديمقراطية لتحرير رواندا سيطروا على تلال وغابات شرق الكونجو الغني بالمعادن خلال الصراع المحتدم لعقدين منذ أن فروا من رواندا بعد الإبادة الجماعية التي نفذها الهوتو عام 1994 ضد أبناء قبيلة التوتسي والهوتو المعتدلين. ويحتفظ بعض القادة العسكريين في الكونجو بعلاقات وثيقة مع مقاتلي الجماعة منذ أن عقدوا تحالفات معهم خلال الحرب بين عامي 1998 و2003. وفي يوليو تموز أمهل الزعماء الأفارقة المتمردين ستة أشهر لإلقاء سلاحهم وإلا سيرحلون إلى رواندا أو ينقلون إلى مخيم مؤقت في الكونجو لحين توطينهم في بلد ثالث. وأقر الزعماء يوم الاثنين بعدم تحقيق تقدم وكرروا تهديداً غامضاً باستخدام القوة العسكرية إذا لم يتم الالتزام بالمهلة. لكن بعض القوى الإقليمية أبدت حرصاً أكبر من غيرها. وقال تيمو مولر وهو باحث مستقل في شرق الكونجو «يريد كل طرف ملاحقة القوى الديمقراطية لتحرير راوندا بطريقة مختلفة. وستكون الجماعة هي المستفيدة من هذا التنافر بين اللاعبين».