تتواصل المواجهات المسلحة في ليبيا بين القوات المسلحة التي انضم إليها الشباب من جهة وبين المليشيات المسلحة التي تبرز أنصار الشريعة كأقوى هذه المليشيات والتي تمثل الذراع العسكري لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا.
اللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي عاد وارتدى البدلة العسكرية بعد تقاعده وسفره من ليبيا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، عاد إلى بلاده وتعهد بإعادة تأهيل الجيش الليبي وتخليص بلاده من شرور المليشيات المسلحة، حفتر أطلق على تحركه اسم (الكرامة) وقد وجد تأييداً والتفافاً من الشباب الليبي وبالذات في بنغازي التي بدأ منها انتفاضة الكرامة حيث أيدته رئاسة الأركان وقوات الصاعقة والمظليون والقاعدة الجوية في بنغازي مما دفعه إلى التحرك للسيطرة على المدينة، وقد زادت قوة حفتر العسكرية والشعبية بانضمام شباب بنغازي لحركته بعد أن ضاقوا ذرعاً بتصرفات وأعمال المليشيات المسلحة التي يتهمها الشباب الليبي بالسعي لفرض نهج أيدلوجي منغلق وأنهم يتبعون توجهات استخبارية إقليمية تدعم جماعات الإسلام السياسي التي فشلت في دول عربية وتريد أن تعيد انطلاقتها في ليبيا.
حفتر بدعم الشباب الليبي والوحدات العسكرية التي تدين بالولاء له استطاع أن يسيطر على منطقة بنغازي حيث تحكم قواته سيطرتها على مخارج ومداخل بنغازي مما يعني أنه استطاع حجز المليشيات المسلحة لأنصار الشريعة خاصة بعد تطهير جامعة بنغازي وإغلاق المدينة الكبيرة والسيطرة على مداخلها ومخارجها، يعني تنظيفها وإعدادها لاستقبال المؤسسات والوزارات الليبية للعلم إذا ما تعذر عملها في طرابلس، وهناك إشارات بقرب تحول مجلس النواب المنتخب من طبرق إلى بنغازي، إلا إذا نجح حفتر في السيطرة على العاصمة طرابلس بعد توجيه حكومة الثني له بطرد المليشيات المسلحة منها، وفعلاً تتجه قوات حفتر للعاصمة التي لا تبعد عنها سوى 40 كيلومتراً والتي لا تعد مسافة كبيرة باستطاعة قوات حفتر قطعها ولكن المتابعين لما يجري في ليبيا يرون أن حفتر ليس بعجلة من أمره لأنه يسعى للسيطرة وتأمين بنغازي قبل التوجه إلى طرابلس وأنها عمل المجلس الوطني وحكومة بوسهمين بعد أن أنهت الانتخابات الأخيرة عملها وشرعيتها.
الكفة حتى الآن تميل للشرعية الممثلة بمجلس النواب المنتخب وحكومة الثني، وهما اللذان منحا الأمر والشرعية لحركة حفتر لإعادة الكرامة لليبيا وتخليصها من المليشيات المسلحة وقوى الظلام التي يصفها الكثير من الليبيين بأنها قوة تريد إعادة ليبيا إلى الوراء.