أصيب ثلاثة أشخاص بجروح متفاوتة جراء انفجار لغم أرضي استهدف سيارة لبرنامج مكافحة شلل الأطفال أمس الأربعاء في مقاطعة باجور شمال غرب باكستان. وأوضحت مصادر أمنية محلية أن مسلحين مجهولين زرعوا لغماً أرضياً في بلدة ماموند بمقاطعة باجور، حيث انفجر اللغم أثناء مرور سيارة تابعة لبرنامج مكافحة شلل الأطفال بالقرب منه ما أدى إلى تضرر السيارة وإصابة ثلاثة أشخاص بجروح بينهم عامل صحي واثنان من عناصر الأمن المأمورين بحماية البرنامج. وأضافت أن: «قوات الأمن طوقت الموقع لتأمينه وقامت فرق الإغاثة بنقل الجرحى إلى المستشفى». ولم تتبن حتى الآن أي جهة مسؤولية تنفيذ الانفجار الذي جاء بعد يوم من تحذير أطلقته حركة طالبان باكستان في مقاطعة باجور لفرق برنامج مكافحة شلل الأطفال بمواجهة عواقب وخيمة حال وصولهم إلى المقاطعة لتطعيم الأطفال. من جهة أخرى أنهى الزعيم الباكستاني طاهر القادري هذا الأسبوع اعتصاماً استمر شهرين أمام البرلمان الوطني في إسلام آباد للمطالبة باستقالة الحكومة، مؤكداً في الوقت نفسه أنه بات يريد نقل احتجاجه إلى مختلف مدن البلاد. وكان طاهر القادري الزعيم السياسي الديني، والبطل السابق في لعبة الكريكيت عمران خان وصلا إلى إسلام آباد في منتصف آب/أغسطس على رأس مسيرة من أجل «الثورة» و»الحرية» لإسقاط رئيس الوزراء نواز شريف الذي يتهمانه بأنه استفاد من عمليات تزوير كثيفة خلال انتخابات أيار/مايو 2013. وقد أزعجت التظاهرات الحكومة وعرقلت نشاط المستثمرين وأفسحت المجال لبروز نظريات عدة وشائعات ومؤامرات حول دعم محتمل من الجيش القوي للمتظاهرين في هذا البلد الذي تميز الانقلابات تاريخه. وبلغ التوتر ذروته في نهاية آب/أغسطس عندما توجه المتظاهرون الذين كانوا يحملون هراوات نحو منزل رئيس الوزراء نواز شريف، فواجهتهم الشرطة بقسوة أسفرت عن ثلاثة قتلى ومئات الجرحى. وبعد ذلك سيطروا على التلفزيون الرسمي فترة وجيزة. وفي وقت متأخر من مساء الثلاثاء، قال طاهر القادري الذي يعيش في ضاحية تورونتو بكندا إن «هذه المرحلة من المسيرة من أجل الثورة في إسلام آباد قد انتهت ويستطيع المتظاهرون العودة إلى منازلهم». وحصل بعض المتظاهرين الذين كانوا معتصمين منذ شهرين أمام البرلمان، على تعويض مالي يناهز أربعة دولارات في اليوم لملازمة خيمهم مع أولادهم الذي تخلفوا عن المدرسة، كما أفادت شهادات حصلت عليها وكالة فرانس برس. وأضاف القادر«بات ضروريا الآن حزم الأمتعة والعودة إلى منازلنا ونحن نشعر بالانتصار»، موضحا أن قافلته الثورية ستزيد من التجمعات في مختلف مدن البلاد على غرار مساعده عمران خان. وقد نظم رئيس حزب العدالة في الأسابيع الأخيرة تجمعات في كبرى مدن إقليم البنجاب، معقل نواز شريف وقلب الحياة السياسية الباكستانية، لنقل «ثورته» خارج العاصمة. وقتل ثمانية متظاهرين خصوصا بسبب الاختناق في أحد تجمعاته في مولتان الذي شاركت فيه أعداد كبيرة. وإذا كان عمران خان نقل الاحتجاجات إلى الإقليم، فقد أبقى أيضاً تجمعاته في العاصمة. لذلك لم يكن واضحاً أمس الأربعاء ما إذا كان خان سيقتدي بالقادري لينهي تظاهراته في إسلام آباد.