بعد كل صلاة في معظم المساجد يقوم شخص يعظ الناس والمفروض في هذا الشخص أن يكون مؤهلاً لذلك وهو في الغالب يتكلم عن الجنة والنار أو الصيام والأيام المفضلة للصيام أو عذاب القبر أو الزكاة والصدقة وهذه كلها أشياء مطلوبة ولكنها معروفة حتى للصغار وتم الوعظ فيها من الآلاف من الوعاظ ونحن نؤمن بها ونذكرها دائماً لأننا مجتمع مسلم وندين بهذه الأشياء لأن كل مولود يولد على الفطرة.
وإنما يجب أن يتطرق الوعظ إلى الأمور التي تهم المجتمع ومن الواقع الذي نعيشه مثل العنف الأسري ضد الطفل والمرأة والسرقات وانحرافات الشباب والتفحيط والمخدرات وحمل السلاح الأبيض وغلاء المهور وعدم الإسراف في الأكل والشرب والمأكل والمركب وما إلى ذلك من الظواهر الغريبة عن مجتمعنا والتي أصبحنا نسمع عنها ونقرأ عنها بصورة متواترة.
أيضاً من الأمور التي تهم المجتمع اهتمام الآباء والأمهات بأبنائهم والعمل على تنشئتهم التنشئة الصحيحة ومتابعة سلوكهم سواء في المنزل أو في المدرسة أو في الشارع ومعرفة أصدقائهم وعدم الانسياق وراء التطرف والإرهاب.
إن الوعظ تذكير بالأشياء المهمة التي غالباً ما ينساها الإنسان في خضم الحياة اليومية وفي الغالب لا ينسى الأشياء التي تهمه في دينه وإنما قد ينسى بعض الأمور التي تهم أسرته وأبناءه والتي قد تشكل جزءاً كبيراً من مسؤولياته.
وهذه الدقائق الثمينة التي يأخذها الواعظ بعد الصلاة يجب أن تكون مفيدة وليس مجرد إعادة لأشياء متكررة ومعروفة تطرق إليها الآلاف من الوعاظ على مدى قرون من الزمان ونسوا أن هناك أموراً أخرى استجدت وظواهر اجتماعية تظهر في المجتمع ويجب التنويه عنها واحتواؤها.
أما الوعظ الديني الطارئ وأحداث الساعة فيجب أن يترك لخطباء الجمع في المساجد فهم أقدر على الإلمام به وعلى توصيله إلى أذهان الناس وفي الوقت الذي يحسن الناس تلقيه واستيعابه.
وحتى خطباء الجمع فإنهم يجمعون بين الوعظ الديني والأمور التي تهم المجتمع فنجد أكثرهم يتطرق إلى إحدى القضايا التي تهم المجتمع والتي تشكل ظاهرة في تلك الجمعة أو التي تحدثت عنها الصحافة وأصبحت موضوعاً متداولاً ويأتي بالأدلة من الدين ليثبت بها موعظته ويحفد بها الرأي الذي يطرحه.
وهناك أيضاً من الوعاظ من يختص مجموعة من المقيمين المسلمين يعظهم بلغتهم وهذا شيء مطلوب ومحبب لهم ليوضح لهم قضايا الساعة التي تحدث في المجتمع ليتلافوا بعض الممارسات والعادات السيئة التي قد لا تتفق مع أفراد المجتمع اللهم أصلح مجتمعنا واحفظه من كل سوء وشرور في ظل قائد مسيرة هذا البلد المعطاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية.