نحمد الله سبحانه وتعالى أن يسر الله لنا إقامة الشعائر الدينية التي أمرنا الله بها ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم بكل يسر وسهولة وأريحية دون رهبة أو خوف منذ أن أنزل الله عز وجل رسالته على نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا}.. ومنذ قيام الدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة التي تم بموجبها توحيد هذا الكيان على يد الموحد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- حيث أصبحت الشريعة الإسلامية تطبق في جميع مناحي الحياة الدينية والتعليمية والصحية والاجتماعية، وأصبحت الشعائر الدينية تقام في جميع جغرافية المملكة التي تعتبر شبه قارة، منها ما هو واجب وفرض كالصلاة والزكاة والصوم والحج لمن استطاع إليه سبيلاً، إرضاءً لله وطلب المغفرة والعون منه سبحانه وتعالى، ومنها ما هو سنة كالنوافل والصدقات وإزالة الأذى عن الطريق وذبح الأضاحي حيث يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}.. والمقصود بالنحر هو عيد الأضحى، لمن استطاع شراء الأضحية حيث إن في عدد شعر صوفها وأظفارها وسفك دمائها أجر ومثوبة وصدقة، فالناس وخاصة المجتمع السعودي جبلوا على إقامة هذه الشعيرة، لذا نجد أغلب الناس يوصي بعد مماته في وقفه الذي يوقفه أن يكون هناك أضحية أو أكثر تذبح كل عام عنه وعن والديه أو أحد أقاربه.
في كل عام يزداد سعر الأضحية حتى قارب سعر الخروف النعيمي حوالي الألفين ريال، وتعدى سعر الخروف النجدي الألفين، ولو ذهبت إلى البادية لوجدتها أرخص من ذلك بكثير، ولكن هناك بعض الأفراد ينتهزون هذه الفرص وهذا الموسم ويشترونها من البادية ليبيعونها في السوق بأغلى الأسعار مستغلين حاجة الناس إلى الأضحية وأنها من الأشياء غير المسعرة وتعتمد على العرض والطلب.
ولا يكتفي هؤلاء الأفراد بربح 10% أو20% بل يزيدون على الشخص الذي يريد أن يضحى بشكل غير مسبوق مستغلين كون الأضحية سنة وشعيرة من شعائر ديننا الحنيف، وتمسك المواطنين بهذه الشعيرة حيث ذكرها الله سبحانه وتعالى في قوله: {لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ}.. صدق الله العظيم.
وهناك أيضاً من يوصي في وصيته بأن يذبح الوصي من أبنائه كل عام أضحية أو أكثر فهذا لا بأس به إذا كان لديه عقار موقوف يدر دخل سنوي لكن المشكلة من يريد أن يضحي وهو من أصحاب الدخل المحدود، كما أن محدودي الدخل لا يستطيعون أن يفرحوا مع عائلاتهم بسبب الأسعار المرتفعة والتي تتزايد باستمرار في كل عام.
وحيث إن البعض قد اعتاد على الذبح في كل عام فهم يتجهون للذبائح الأقل سعراً مثل خرفان البربري والصومالي والتي تتراوح أسعارها بين الألف وخمسمائة ريال إلا أن أهل نجد بصفة عامة يفضلون أن يضحوا بالذبائح من النجدي والنعيمي.
ونحن نناشد وزارة الزراعة بهذه المناسبة الاهتمام بتربية وتنمية الثروة الحيوانية أو إنشاء مشروع لتربية وبيع الأضاحي بحيث يتم تربيتها لتكون جاهزة في متناول الجميع قبل عيد الأضحى، لتكون في متناول الجميع وخاصة البلدي منها.
وبهذا لن يتحكم بعض التجار في أسعار الأضاحي لأن مثل هذا المشروع يمكن أن يغرق الأسواق ليس فقط بالأضاحي في عيد الأضحى ولكن طوال العام أيضاً وبأسعار متوسطة السعر إلى حد ما تناسب محدودي الدخل.
ويفيض أيضاً على الفقراء ويحقق قوله تعالى: {فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ}.. صدق الله العظيم، فالفقراء ينتظرون هذه الأيام المباركة بفارغ الصبر نظراً لارتفاع أسعار الأضاحي وعدم قدرتهم على شرائها أو أجزاء منها. ولن يكلف مثل هذا المشروع وزارة الزراعة الشيء الكثير فشراء صغار الغنم وتغذيتها ومراقبتها في المراعي سوف يعود بالتأكيد بالأرباح على الوزارة ويسهل وييسر على المواطنين الشراء، كما يمكن تشجيع الشركات الخاصة على تربية الأضاحي وبيعها بسعر مناسب في عيد الأضحى وذلك بإعفائها من الرسوم الإضافية على الأعلاف وتسهيل الاستيراد.
ولا يكون شراء الأغنام في عيد الأضحى فقط وإنما طول العام عندما نحيي ضيوفنا أو نشتري للاستهلاك العائلي والمنزلي، لذا فإن مثل هذا المشروع سوف يكون مربحاً بالتأكيد.. والله من وراء القصد.