صرَّح السفير البريطاني في إسرائيل «ماثيو غولد» في معرض تعقيبه على قرار البرلمان البريطاني الاعتراف بدولة فلسطين قائلاً في لقاء مع إذاعة الجيش الإسرائيلي: إن قرار البرلمان البريطاني الاعتراف بدولة فلسطين ذو دلالة قوية على الاتجاه الذي يسير عليه الشعب البريطاني، وأنه يجب عدم التقليل من دلالات هذا الاعتراف.
وبأغلبية ساحقة اعترف مجلس العموم البريطاني في اقتراع رمزي بدولة فلسطين بأغلبية 274 صوتاً مقابل 12 في جلسة تَغيَّبَ عنها رئيس الوزراء «ديفيد كاميرون». وكان المتحدث باسم الحكومة البريطانية قد قال قبيل بدء الجلسة: «إن تصويت المجلس بالموافقة لن يغير من سياسة الحكومة إزاء القضية الفلسطينية؛ إذ إن الاعتراف بالدول من صلاحيات الحكومة في بريطانيا وليس البرلمان». ويقول مراقبون: «إن التصويت لصالح المقترح يعبر عن رغبة البرلمان البريطاني في الاعتراف بفلسطين، وسيدفع في سبيل اعتراف الحكومة البريطانية بدولة فلسطين، وقد تكون له انعكاسات دولية».
ويوم أمس أكد السفير البريطاني في إسرائيل «ماثيو غولد» لإذاعة الجيش الإسرائيلي أنه بالرغم من عدم مفعول هذا القرار الصادر عن البرلمان على موقف الحكومة البريطانية فإنه يعكس التوجه العام للشعب البريطاني نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل، وهذا نتيجة للتطورات التي عصفت بالمنطقة، خاصة العدوان الأخير على قطاع غزة.
وأشار السفير البريطاني إلى أن الحكومة البريطانية ما زالت متمسكة بموقفها تجاه حل الصراع في المنطقة، القائم على أساس حل الدولتين، من خلال المفاوضات المباشرة. ومع ذلك فإنه لا يجب التقليل من قرار البرلمان، خاصة أنه لم يعارض هذا القرار سوى 12 عضو برلمان؛ إذ أظهر هذا القرار وحدة في صفوف أعضاء البرلمان من حزبي العمال والمحافظين.
وقد صدر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية تعقيب من خلال السفارة الإسرائيلية في لندن، الذي اعتبرت فيه قرار البرلمان البريطاني سيساهم في «تملص» القيادة الفلسطينية من اتخاذ القرارات الصعبة للتوصل إلى حل النزاع، مؤكدة أن الطريق الوحيد لقيام الدولة الفلسطينية يمر فقط عبر المفاوضات المباشرة مع إسرائيل.
وتوالت ردود الفعل الإسرائيلية على قرار البرلمان البريطاني الاعتراف بالدولة الفلسطينية؛ إذ اعتبر زعيم المعارضة رئيس حزب «العمل» يتسحق هيرتصوغ القرار فشلاً مدوياً لحكومة إسرائيل بقيادة بنيامين نتنياهو. وبدوره قال رئيس كتلة حزب «يوجد مستقبل» في الكنيست الإسرائيلي «عوفر شيلح» إن قرار البرلمان البريطاني الاعتراف بالدولة الفلسطينية يدلل على أن العالم قد سئم من الشلل السياسي، وسيسعى لفرض واقع على إسرائيل ما لم نقم به بأنفسنا، وكل يوم يمر دون أن نطرح خطة سياسية كما يطالبنا العالم والمحيط مثل الرئيس المصري سوف يؤدي لمزيد من التدهور السياسي، ويضعنا في وضع خطير أمام العالم.
ورحب وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي بتصويت أعضاء مجلس العموم البريطاني بالاعتراف بدولة فلسطين، معتبراً ذلك تصحيحاً للظلم التاريخي الذي أنكر حقوق الشعب الفلسطيني عندما اعتبر فلسطين أرضاً بلا شعب لشعب بلا أرض.. وقال المالكي: «إن فلسطين تتوقع من الحكومة البريطانية أن تعترف بدولة فلسطين، وأن تحترم القرار، وتترجمه بالاعتراف الفوري، تأكيداً لدعمها لعملية السلام وفق مبدأ حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية بجانب دولة إسرائيل، تعيشان بأمن وسلام».