رحب مجلس الأمن الدولي بتسمية مندوب اليمن في الأمم المتحدة خالد محفوظ بحاح رئيسا للحكومة اليمنية الجديدة، فيما تجنب المجلس فرض عقوبات على معرقلي التسوية السياسية في البلاد بحسب ما كان متوقعا في الأوساط السياسية اليمنية.
ودعا المجلس في بيان له إلى سرعة عودة الجيش والمؤسسات العسكرية للقيام بواجباتها وحفظ النظام العام والأمن وتأمين المواطنين والمؤسسات من النهب والتخريب، وعبر عن قلقه البالغ إزاء ازدياد هجمات القاعدة في اليمن على المحتجين والجيش.
ودعا المجلس جميع الأطراف والمكونات السياسية إلى العمل على تنفيذ اتفاقية السلم والشراكة الوطنية والعمل على تنفيذ مخرجات الحوار القائمة على المبادرة الخليجية، التي وقعت بالعاصمة السعودية الرياض في نوفمبر 2011، كما دعا المجلس الى إعادة جميع الأسلحة المنهوبة، في اشارة إلى الأسلحة الثقيلة والمتوسطة التي استولت عليها جماعة الحوثيين ونهبتها من المعسكرات في عمران وصنعاء .
الى ذلك ، حذر المبعوث الدولي الى اليمن السيد جمال بن عمر في احاطة قدمها لمجلس الامن من انهيار العملية الانتقالية في البلاد، ودعا لتنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية التي ترتكز على مخرجات الحوار الوطني باعتباره الطريقة الوحيدة لانقاذ العملية السياسية.
من جهة أخرى أكدت مصادر أمنية أمس الثلاثاء ان المتمردين الحوثيين الشيعة سيطروا على مدينة الحديدة الاستراتيجية على البحر الاحمر من دون مقاومة تذكر من السلطات، وباتوا منتشرين في مطارها ومينائها ومرافقها الحيوية.
وبدأ الحوثيون منذ الاثنين الانتشار باللباس العسكري في الحديدة التي تعد من اكبر مدن اليمن، وفي المناطق المحيطة بها، وباتوا الثلاثاء منتشرين في شوارعها الرئيسية بحسب مصادر امنية اضافة الى مصادر عسكرية ومحلية متطابقة واخرى من الحوثيين.
وتأتي هذه التطورات غداة تكليف خالد بحاح بتشكيل حكومة توافقية بموجب اتفاق السلام الذي وقعه الحوثيون في 21 ايلول/سبتمبر.
كما تأتي لتعزيز الشبهات بسعي المتمردين الحوثيين للحصول على منفذ بحري مهم على البحر الاحمر، ما يؤمن لهم سيطرة على مضيق باب المندب، الامر الذي قد تستفيد منه ايران المتهمة من قبل السلطات في صنعاء بدعم الحوثيين.
وتقع الحديدة على مسافة 226 كيلومترا الى الغرب من صنعاء ويقطنها اكثر من مليوني نسمة وهي ثاني اكبر المدن في اليمن بعد مدينة تعز في وسط البلاد.
وتذكر السيطرة على الحديدة بسيطرة الحوثيين على صنعاء في 21 ايلول/سبتمبر من دون مقاومة تذكر من السلطات، إذ سيطر المتمردون على القسم الاكبر من مقار الدولة من دون مواجهات وفي ظل وجود تعليمات من عدد من الوزراء بعدم مقاومة الحوثيين.
وأكدت مصادر عسكرية وامنية ومحلية متطابقة ان الحوثيين بدأوا الاثنين عملية انتشار في الحديدة وسرعان ما سيطروا على مداخل المدينة ومعظم مرافقها، لاسيما الميناء المطل على البحر الاحمر. وقال مصدر أمني لوكالة فرانس ان مسلحي الحوثيين «يتمركزون في المرافق الحيوية، المطار الميناء وغيرها».
وبحسب المصدر، سيطر المتمردون صباح الثلاثاء على مطار الحديدة وعلى المحكمة التجارية حيث «قتل احد الحراس».
وبحسب مصادر سياسية في صنعاء، وضع الحوثيون نصب اعينهم مؤخرا هدف السيطرة على ميناء الحديدة على البحر الاحمر حيث فتحوا قبل اكثر من اسبوعين مقرا لهم. وقال مسؤول عسكري قريب من انصار الله لفرانس برس في وقت سابق ان «الحديدة مرحلة اولى في طريق توسيع وجودهم عبر اللجان الشعبية على طول الشريط الساحلي وحتى باب المندب» على مدخل البحر الاحمر وخليج عدن.
وعلى صعيد آخر يسعى المتمردون الى التقدم باتجاه محافظة مأرب في الشرق حيث منابع النفط اليمني. واكد مصدر قبلي لوكالة فرانس برس «وصول مسلحين حوثيين الى مأرب جوا من مطار صنعاء».