خدمة الحجيج عمل سدانة له ثقل تاريخي، تشرّفت السعودية بتوليه وتقديم هذه الخدمة للمسلمين كافة، وليس بخاف على الجميع حجم الجهود المبذولة في توفير أرقى الخدمات وتسخير الإمكانات، لتسيير الحشود التي تبلغ نحو ثلاثة ملايين حاج في أيام محدودة ومساحة محدودة.
وليس بخاف أيضاً محاولات الأعداء والحاقدين للتقليل من كفاءة السعودية في تولي هذا المسئولية.
أعداؤنا نحن نقدر عليهم لأننا نعرفهم ونعلم مقاصدهم السيئة وأنفسهم المريضة.
لكن أن يخرج من بين ظهرانينا أفاع تبث السموم وتنفثها لتعين الأعداء علينا، فلابد حينها أن نتعاون جميعاً على نزع سمها وقطع دابرها، فهي أخطر علينا من الأعداء الظاهرين المعروفين.
كثيرون يتساءلون لماذا يكرهنا العريفي و(إخوانه)،
وإذا فكرنا وتأمّلنا ملياً سنعرف السبب:
- نظمت الحكومة السعودية الحج وضيقت الأمر على الحجاج المتسللين واجتهدت في ملاحقتهم، حتى أعادت أكثر من ثلاثمائة ألف متسلل ولم تمكنهم من الحج غير النظامي، وكان هؤلاء مرتزقة يتم الاستفادة منهم في بث الأفكار المتشددة ونشرها في موسم الحج.
- كما منعت السعودية إعلانات الدعاية عن الوعّاظ والواعظات، الذين تتخذهم الحملات وسيلة جذب وتضع لهم صوراً كبيرة بالحجم الطبيعي، وكأنها تعلن عن نجوم سينما وليس عن حملات حج، كما أنّ تقديس هؤلاء في المناسبات الدينية سيوجد خلطاً وقد يتطور إلى شركيات وبدع مثل (ادع لنا يا شيخ)، وغيرها من التقرب لله عبر وسيط!
- كما بذلت الحكومة السعودية جهوداً كبيرة في تضييق الخناق على جمع التبرعات بدون تصريح نظامي، وراقبت كل محاولات الإثراء غير المشروع الذي يمارس باسم فعل الخير وتستغل فيه الأخلاقيات الطيبة لمجتمعنا والذي يهب لنجدة المستغيث بكل ما يملك.
- وتابعت الحكومة السعودية منابر المساجد ووضعت معايير وأطراً للخطب التي تلقى في الجُمع والأعياد، وحثت الأئمة على اختيار موضوعات إيجابية ذات علاقة قوية بتعديل سلوكيات وتعاملات المجتمع المسلم، ولا يخوض الخطيب بقضايا السياسة وتحريض الشباب للسفر لمناطق الصراع.
كل هذا وأكثر يدفع ولاشك بالعريفي وأمثاله كي يغرّدوا ضدنا ويكيدوا لنا ويعينوا أعداءنا علينا.
أفشل الله مخططاتهم وكشف مكائدهم، وزاد وطننا قوة ومنعة وتمكيناً.