مهرجان الدوخلة في القطيف

في الأعياد الإسلامية يحسن أن تهتم أمانات المدن بالأنشطة التي تبعث على الحياة وإعمار الأرض والاهتمام بإدخال الفرح والبهجة على الناس وتهتم بالضعفاء والأيتام وتبتكر في الأساليب التي تذهب عنهم الأسى والحزن وتساعدهم على التصالح مع الحياة.

وكانت الرياض وشقيقتها جدة خير من يمثل هذا الاتجاه الحسن، وشاركتهما هذا العام بقوة مدينة القطيف.. في إقامتها لمهرجان الدوخلة في تاروت الذي أقيم خلال أيام العيد؛ فيسعدني أن أقدم للمهرجان تحية وللقائمين عليه، لأنه نموذج يحتذى في إشاعة الفرح بين الأطفال وأهاليهم واستثمار المناسبات لمساعدة الأيتام والمحتاجين ودعم المميزين والموهوبين.. أكثر ما لفت نظري أن ركن تعديل السلوك بالقرآن الكريم كان يحظى بمتابعة ثلاثة آلاف زائر يومياً، وهو ما يدلل على نجاحه.

نحتاج لدعم المشتركات والتركيز عليها ونحتاج أكثر إلى أن نبتعد في أوقات الفرح والأعياد خاصة عن الخوض في أمور الموت والعذاب والويل والثبور والوعيد، فذلك بلا ريب من منفرات الشباب عن الاعتدال والإقبال على الدين السوي.. هذا الخطاب المتوعد بالنكال لا يجلب إلا تطرفاً وذهاب ريح وميلاً شديداً نحو اليمين أو اليسار، ونحن أمة وسط، حري بنا أن نكون أشد الناس حرصاً على الاعتدال، لأنّ الله سبحانه شرّفنا بأن يكون وطننا قبلة للمسلمين ونموذجاً يقيس فيه الآخرون مدى سماحة الإسلام ومدى مناسبته لكل زمان ومكان.