تأتي مرحلة على الإنسان وتتوق نفسه المرهفة إلى العمل الإنساني التطوعي؛ فيشعر أن لديه طاقات وخبرات لا يحتويها مجال عمله ولا يتيع لها عمله المنتظم الإلزامي فيكون التطوع مقياساً لخيرية الإنسان وحبه لأخيه الإنسان وتمازجه مع أرضه ووطنه وأهله وناسه.
فيتطوع المرء بماله وجهده أو أحدهما حسب ما يستطيع، تمتلئ جنبات نفسه بالسكينة والرحمة والمحبة للحياة والبشر والشجر والمياه وكل الكائنات وتصفو نفسه وتتضح رؤيته فيعرف طريقه أكثر.
ثقافة التطوع أصيلة جداً في ديننا الإسلامي وهي منهج أصيل في تطبيقاتنا المجتمعية وما خدمة الحجيج إلا نموذجاً حياً لها.
التطوع بالشيء: التبرع به. ومنه قوله تعالى: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ} (79) سورة التوبة، وأصله المتطوعين والمتطوع هو الذي يفعل الشيء تبرعا من نفسه، وهو تفعل من الطاعة. والطوع: نقيض الكره. والاستطاعة: الطاقة والقدرة على الشيء {فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ} (البقرة:184). والتطوع في الاصطلاح: ما تبرع به من ذات نفسه مما لا يلزمه فرضه (ومنه الحديث: «لا يزال العبد يتقرب إليّ بالنوافل...»).. رواه البخاري،
ما ينقصنا هو جعل سائر العمل التطوعي جزء من منظومة حياتنا نضعه في قوالب تتماهى مع اهتمامات المجتمع ونعزز وجوده سواء في المدرسة أو وسائل الإعلام أو منابر المساجد ونحبب فيه النشء ونجعل الأنشطة تقوم على مبدأ التطوع وخدمة للمحتاجين في كل بقعة من العالم مع عدم تجاهل حقيقة «الأقربون أولى بالمعروف».