الحمد والشكر لله الذي ختم حج هذا العام بكل خير وأمان، والشكر لحكومتنا الغالية التي تسعى جاهدة بكل إمكاناتها المادية والبشريه لخدمة الحجاج من مختلف دول العالم، حيث مرت الأيام الفضيلة لحج هذا العام والكل يشارك بجهده لنجاح هذا الحج بما يُشرفنا كمسلمين، والخدمات عديدة لا حصر لها من خلال مختلف القطاعات الحكومية والخاصة والمُسخرة جميعها لخدمة الملايين من الحجاج والقائمين أيضاً على خدمتهم أيضاً، لكن عندما أذكر بعض الملاحظات التالية والمتكررة في كل عام لا يعني هذا التقليل من شأن الجهود العظيمة التي تُقدم كل عام، بل لأنها أيام معدودة تجمع الملايين من ضيوف بيت الله الحرام في مشاعر محدودة، ولكن لأملنا الوصول لمستوى أفضل من الخدمات واضعين في اعتبارنا بأن تلك الملاحظات من السهل تلافيها في ظل إمكانات بلادنا المادية والبشرية المشهود لها ولله الحمد بما يوازي متطلبات هذا الموسم العظيم كل عام.
ومنها كمثال:
- ارتفاع تكاليف حملات الحج الداخلية بحاجة لضبط ومعايير للحد من استغلال الحجاج، فالحملات المتوسطة في خدماتها لا تقل تكلفتها عن (13.000ريال) لأيام بسيطة، وقد يتفاجأ الحاج بانخفاض مستوى الخدمة المقدمة له أثناء الحج بل ونقصانها عن المطلوب، وهذا الاستغلال بحاجة لإجراء صارم من وزارة الحج يحمي حجاج الداخل للسنوات القادمة.
- القطارات المخصصة لنقل الحجاج لا تكفي لكي تمر فترة التفويج بيسر وسهولة، فالازدحام لا يُطاق عند بوابات الدخول وعلى السلالم وبالمصاعد، والسكك قليلة جداً مقارنة بملايين الحجاج، حيث قد يتجاوز انتظار القطار لأكثر من ثلاث ساعات في المحطة مما يدفع الحجاج للتدافع المتهوّر لمجرد وصول القطار ويحدث ما لا يُحمد عقباه من إغماءات وتساقط لكبار السن!
- الكثير من المخيمات بعيدة عن محطة القطار، فيضطر الكثير من الحجاج للمشي مسافات طويلة ويتعرضون لحرارة الشمس الحارقة والإرهاق، لذلك لماذا لا تُوجد محطات فرعية موزعة تساعد في نقل الحجاج للمحطة الرئيسة بدلاً من إرهاقهم بالمشي لمسافات طويلة!
- لوحظ انتشار النفايات المتكدسة في مشعر منى من ثاني يوم للحج، وتصاعد الروائح الكريهة بشكل لا يُطاق، مما تسبب في أذية الحجاج وقت النوم، وهذا من العوامل الرئيسة لانتشار الأمراض، فالأمر بحاجة لمشروع ذكي وعملي للتخلص من النفايات في وقتها وتصريفها تحت الأرض مباشرة، مع ضرورة تكثيف الجانب الوقائي في هذه المشاعر أسوة بما تحظى به ساحات الحرم من اهتمام بانتشار براميل النفايات والعمالة في كل زاوية.
- أيضاً قضية الافتراش الأزلية ما زالت مستمرة للأسف الشديد، فلماذا لا تخصص لهم ساحات مظللة ومكيفة يتم تسويرها لحمايتهم وحماية البقية من الحجاج بدلاً من نومهم في الطرقات وعلى الجبال والجسور، خصوصاً أن مساحات المشاعر تساعد على ذلك.
- وللأسف دورات المياه بحاجة لازدياد عددها في المشاعر وتوزيعها بشكل مثالي، ودراسة تطوير خدمة الصرف الصحي بما يناسب هذه الملايين الزائرة لمدة عشرة أيام في أماكن محدودة.
- خدمة الإسعاف الميداني دون المستوى وبحاجة لتطوير أكثر، حيث عانت بعض المريضات من قلة الصيدليات في مشعر منى، وطريقة الإنقاذ مؤلمة لا سراير طبية ولا أنابيب أكسجين تكفي لحالات الإغماء!!
لذلك فقرار وزارة الحج بشهادة الأهلية الصحية للحاج مهمة جداً لأسباب كثيرة منها الوصول لمستوى صحي آمن لملايين الحجاج، فلا تصريح لمصابي العوارض النفسية والعقلية، لأن الحوادث العارضة التي يتعرض لها الحجاج الطبيعيون تتطلب استعدادات ذات جودة سواء من حيث النوعية أو التنفيذ، فكيف بالحجاج المرضى جسدياً أو نفسياً.
وكل عام وأنتم بخير، وحج مبرور وسعي مشكور وذنب مغفور - إن شاء الله -.