كان اليوم الوطني 84 يوماً مميزاً للكثير من النساء السعوديات المحتاجات لمأوى يحميهن من الضياع والتشرد، فكان اختيار مؤسسة الوليد بن طلال الخيرية لهذا اليوم التاريخي لتوزيع الشقق الممنوحة لهن مع 617 مواطناً محتاجاً، اختياراً إنسانياً ووطنياً بالدرجة الأولى، وذلك عندما بادرت واختارت شخصية مثل شخصية « الأمير الكريم الوليد بن طلال «- حفظه الله- وهو شخصية معروفة اجتماعياً لدى أغلب الفئات بكرمها وحسها الإنساني لتفاعله المستمر مع معاناة الكثير من المحتاجين، مناسبة وطنية هامة مثل «اليوم الوطني» لكي يدخل الفرحة في قلوبهم، وينزل بنفسه للميدان للتعايش مع واقعهم المؤلم بسبب عدم إحساسهم بالأمان في وطنهم الكبير والغني بثروات لا حصر لها، لأن السبب هو مستوى خدمات الكثير من الجهات الحكومية تجاه مطالب كثير من الفئات المهمشة والفقيرة التي ما زالت دون المستوى الطبيعي وخاصة مثل «وزارة الإسكان « التي ما زالت تخطو بخطوات سلحفائية تجاه حاجة المواطن لسقف يحميه ويأويه ويشعره بالأمان، ولا أعتقد بأنها كوزارة خدمية عظيمة ستشفع للنساء المحتاجات وتقف بجانبهن قبل آلاف المواطنين المحتاجين للسكن! لذلك فإن وجود شخصية مثل شخصية الأمير الوليد فإنها رحمة من رب العالمين، وإنقاذ للكثير من النساء الضعيفات مثل المطلقات، والأرامل، والمهجورات، والأمهات الأجنبيات لأطفال سعوديين، والمُعنفات المطرودات من منازلهن ومعهن أطفالهن الذين لا يتحملون البقاء تحت مظلة دور الحماية أو الجمعيات الخيرية لفترة طويلة، وغيرها من النماذج النسوية الضعيفة التي لا حول لها ولا قوة عندما تتخلى عنها أسرتها لأنها زوجة مدمن مثلاً، أو ترفض أسرتها استقبالها بعد طلاقها لظروفهم المادية السيئة، أو من تلك الحالات المأساوية كثر عندما تكون أجنبية وبوفاة زوجها السعودي أو طلاقها منه يتم طردها في الشارع حتى يتم تسفيرها! وإن رفضت السفر بسبب خوفها على أطفالها وحرمانها منهم لسنوات طويلة فإنها ستواجه ما هو أشد قسوة من طلاقها لعدم وجود سكن يأويها ويحميها ويحقق لها راحتها النفسية وحريتها الشخصية! ولا يعني هذا أن نغفل دور الكثير من الجمعيات النسائية الخيرية التي تكفل النساء المحتاجات خلال السنوات الماضية، لكن الاختلاف الجوهري مابين تلك الجمعيات ومؤسسة الوليد الخيرية، بأن مستوى خدماتها واستمراريتها تتوقف على حجم الاعانة المقدمة لها من وزارة الشئون الاجتماعي، وعلى حجم الاعانات أيضاً من رجال الأعمال الأثرياء والزكوات السنوية خلال المواسم مما يؤثر على مستوى ثبات الخدمة المقدمة للكثير من الحالات لأنها مرهونة بحجم ما سبق سنوياً، مما يتطلب وجود مؤسسات خيرية ناشطة رئيسها هو الممول والمتصرف والمتعايش لمعاناة الكثير من المحتاجين عن قرب وخاصة النساء المهمشات كمثل مؤسسة الوليد بن طلال المتنوعة في خدماتها، لذلك من واقع عملي مع النساء المُعنفات الباحثات عن مسكن يحميهن بعد هروبهن من العنف الواقع عليهن، أناشد الأمير الوليد بن طلال المساند للنساء أن يحمي المِعنفات من العودة للعنف مرة أخرى وذلك بإنشاء وقف خيري لهن ليخلصهن من الاستسلام للعنف بسبب عدم امتلاكهن لمسكن يبعدهن عن حياة الذل والهوان، ويمنحهن فرصة للعيش بكرامة تؤهلهن لتربية جيل متماسك ومستقر نفسياً وسلوكياً.
شكراً سمو الأمير الوليد بن طلال ووفقك الله دوماً لما فيه خدمة الطبقات الفقيرة وخاصة النساء المهمشات والمعنفات.