على مدى أسبوعين مضيا؛ اختفى شابان أحدهما مبتعث إلى أستراليا والآخر إلى أمريكا في لوس أنجلوس بالتحديد، وقد أثار اختفاء الشابين المبتعثين الذعر والخوف عند أسرتيهما اللتين أبلغتا عن اختفائهما المفاجئ من جهة، وحيرة الناس وترقبهم من جهة أخرى!
وفي حين كان الشاب (مشعل) المبتعث لأستراليا قد لفت نظر رئيس نادي الطلبة السعوديين في سيدني، حيث لاحظ عليه في الفترة التي سبقت اختفاءه توقفه عن الذهاب للدراسة في المعهد لمدة شهر، وظهور بوادر التدين عليه والحرص على أداء الصلوات في المسجد، مع حسن سلوكه المعتاد، ولكنه للأسف لم يتابع انقطاعه ويشدد الرقابة عليه. بينما الشاب (عبدالله) اختفى فجأة وهو ينوي بيع سيارته ولكنه بعدها غاب تماماً عن الأنظار.
والحق أن اختفاء الشابين المبتعثين في ظروف غامضة يثير عدة تساؤلات ويضع فروضاً كثيرة منها تفشي العنصرية البغيضة وما يعقبها من تصفيات، أو إمكانية اختطافهما من لدن عصابات لابتزازهما، أو نقلهما لأماكن مجهولة ومن ثم المساومة على إطلاق سراحهما، أو سفرهما لمواقع إرهابية مشبوهة في ظل الفتن التي يؤججها الكارهون للحياة باسم الجهاد وإشاعة الخلافة الإسلامية المزعومة، لاسيما لدى مبتعث أستراليا الذي غادرها متجهاً لماليزيا دون إبلاغ الملحقية أو حتى أسرته! مما يستلزم ضرورة احتجاز جوازات سفر الطلبة خصوصاً أن بعضهم من صغار السن ممن يدرسون مرحلة البكالوريوس أو في معاهد لتعليم اللغة الإنجليزية، مع احتمالية تزوير الجوازات والتحايل على الأنظمة هناك! وهو ما يستوجب تحذير الشباب المبتعثين من التصرفات الفردية التي قد تجر عليهم مشاكل.
إن التحقيقات الأولية التي قامت بها الشرطة في كلا البلدين تعد فقيرة وبطيئة وما زال غيابهما غامضاً، بينما قلوب أسرتيهما تتقطع ألماً وقلقاً عليهما.
نسأل الله أن يحفظ أبناءنا المبتعثين ويجنبهم الفتن، ويردهم سالمين.