اندهش طبيب تجميل في مستشفى مشهور من حضور رجل تبدو عليه مظاهر البداوة طالباً كمية من حُقن الكولاجين (الفيلر Filler) وهي مادة معالجة غير جراحية تجميلية تستخدم لتعزيز شباب الجلد عن طريق إعادة الحجم أو الامتلاء إلى الوجه والشفاه، وتعمل على خفض أو إزالة الخطوط والتجاعيد والثنيات في الجلد، وعادة يكون تأثيرها فوري بعد المعالجة.
اعتذر الطبيب عن إعطاء الرجل الحقنة، ولكنه استفسر عن سبب طلبه لهذه المادة التي ينبغي أن توضع تحت إشراف طبي دقيق. فأجابه الرجل أنه يرغب بحقن وجه وشفاه ناقته الغالية لتدخل ضمن مهرجان (مزاين الإبل)!!..
انتهت مدة النقاش بين الرجلين، ولم تنته دهشة الطبيب الذي لم يتوقع قط أن تُستخدم هذه النوعية من الحقن للحيوانات مطلقاً برغم أن مادة الكولاجين من أصل حيواني، وتعتبر أوّل منتج في الولايات المتحدة الأمريكية استخدمت للتعبئة في مقاومة تجاعيد وجه الإنسان. والمادة مستخلصة من جلد الأبقار وتحضّر بشكل سائل، وتشتمل على خطورة أحياناً تكمن بعدم تنقيتها وتعقيمها مما قد تحتوي عليه من بكتيريا وفيروسات ضارة، حيث قد تتسبب هذه المادة بالتهابات للأشخاص الذين يعانون من حساسية البروتين الحيواني والتي قد تؤدي للوفاة بسبب حدوث الصدمة وهبوط الجهاز الدموي، وعادة يقوم الطبيب المخلص باختبار الحساسية على الجلد مرتين على الأقل في فترتين متباعدتين بينهما 4 - 8 أسابيع.
والحق أن الغرابة تكمن في تصرف البدوي وتفكيره المتحضر الذي قاده لاستخدام هذه الحقن للإبل! ويبدو أن المنافسة قد دفعته للتفكير والتنفيذ دون أن يدرك خطورة هذه المادة وما قد تسببه من نزيف في منطقة الحقن أو إحمرار شديد وظهور بقع زرقاء أو كدمات قد لا تزول إلا باستخدام الكمادات الباردة، ولا أستطيع تخيل الناقة أثناء وضع الكمادات على وجهها الذي قد تلتهب أنسجته بسبب تكوّن الصديد في مكان الحقن مما يتطلب علاجه بالمضادات الحيوية.
هذا في الأحوال الطبيعية ولكن عندما يكون الحقن فوق المطلوب أو ما يسمى Over Correction فإنه يلزم سحب الزائد من المادة وقد تتعرض الناقة للنفوق والهلاك، وعندها قد يقول الأعرابي في نفسه (ليتنا من حقننا سالمين)!.